قررت السلطات المغربية فرض حجر مؤقت ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، لتفادي حصول انفجار في عدد إصابات الفيروس التاجي، قد يصل إلى 20 ألف إصابة وفق خبير، وظهور بؤر وبائية جديد تعيد سيناريو عيد الأضحى الماضي. ووفق مصدر مطلع، فإن أوامر صارمة صدرت لمنع أي احتفالات أو انفلاتات خلال ليلة رأس السنة، مع الرفع من الحضور الميداني والمكثف للسلطات المحلية والأجهزة الأمنية في مدن عديدة عبر تعزيزات استثنائية. وأوضح المصدر ذاته، أن ولاة الجهات وعمّال الأقاليم تلقوا مراسلة من وزارة الداخلية، تفيد بفرض حظر للتجول الليلي بشكل صارم في عموم المناطق، بداية من الثامنة مساء من يوم الجمعة 31 دجنبر 2020 إلى السادسة صباحاً من يوم السبت أول يناير 2021. وأكدت المراسلة، على إلغاء جميع الاحتفالات بهذه المناسبة بهدف الحد من انتشار جائحة كورونا.
وفي هذا السياق، قال مولاي المصطفى الناجي، رئيس مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن الدولة تتجه لفرض حجر مؤقت ليلة رأس السنة لتفادي حصول انفجار في عدد المصابين بفيروس كورونا وظهور بؤر وبائية جديدة، مضيفا في تصريح ل"العلم" أنه لو لم يتم تطبيق هذا الإجراء قد يرتفع عدد الإصابات في تلك الليلة إلى 20 ألف حالة، وبالتالي إعادة سيناريو عيد الأضحى.
وتابع المتحدث، أن العديد من الدول عبر العالم قامت بفرض حظر التجوال ليلة رأس السنة، من أبرزها ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، كما أن هناك دولا أخرى فرضت ضريبة على الزيارات التي تفوق شخصين، مشيرا إلى أن المغرب يتجه كذلك لفرض حجر صحي مؤقت في جميع المدن، مع منع التجوال بداية من التاسعة مساء إلى السادسة صباحا.
وأوضح مولاي المصطفى الناجي، أن التجمعات بشتى أنواعها خصوصا في مثل هذه المناسبات تساهم بشكل كبير في ارتفاع عدد الإصابات بكورونا، مشددا على أن قرار الحجر الذي اتخذته السلطات المغربية سيكون مفيدا للجميع، من أجل تفادي ظهور بؤر وبائية جديدة قد تزيد الوضع تفاقما.
وأكد رئيس مختبر الفيروسات، بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن السلطات واستشعارا منها لخطورة الوضع، فرضت أيضا على جميع المطاعم والمقاهي إغلاق أبوابها في وجه الزبناء بداية من الثامنة مساء، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة تضافر جهود الجميع للخروج بأقل الخسائر من هذه المرحلة الحرجة.
وبخصوص الطفرة الجديدة لفيروس كورونا التي ظهرت ببريطانيا واحتمال انتقال هذا الفيروس إلى المغرب، قال مولاي المصطفى الناجي إن الفيروس يتميز بسرعة الانتشار لكن شراسته ضعيفة، مشيرا إلى أنه يمكن أن ينتقل إلى المغرب طالما أن الحدود مفتوحة، مؤكدا على أن اللقاح هو السبيل الوحيد لإخراج البلاد من هذه الجائحة.
يذكر أن المغرب شهد مع بداية دجنبر الجاري تمديد حالة الطوارئ الصحية شهرا إضافيا، إلى غاية 10 يناير 2021؛ وذلك في إطار جهود المملكة المغربية المبذولة لمكافحة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.