تم في إطار مهرجان الفيلم بسيدني، على الرغم من الضغوط القوية لانفصاليي «البوليساريو»، بث شريط وثائقي أسترالي يندد بممارسة الرق في مخيمات تندوف. وأكدت الأسترالية من أصل بوليفي فيوليتا أيالا، التي شاركت إلى جانب الأسترالي دان فالشاو في إخراج هذا الفيلم المعنون ب «ستولن» (مسروقون)، أن «جبهة البوليساريو حاولت، منذ أكثر من سنة، وبجميع الوسائل منع عرض هذا الشريط الوثائقي». ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية (إيفي) عن أيالا قولها إنه « لم تكن لدينا نية تصوير شريط وثائقي سياسي، لكن أدركنا أن هؤلاء الأشخاص كانوا يعيشون في سجن سياسي». وحسب المصدر ذاته، فإن جبهة «البوليساريو» بدأت بمجرد علمها بتصوير هذه الأحداث بممارسة ضغوط على مخرجي هذا الفيلم الوثائقي، اللذين تمكنا بعد ستة أيام من الاحتجاز بتندوف من الفرار إلى باريس بمساعدة الأممالمتحدة والسفارة الأسترالية. وقد تعرض المخرجان أيضا لضغوطات في أستراليا، حيث وجه انفصاليو «البوليساريو» رسائل لمنتجي الشريط الوثائقي يتهمون فيها المخرجين بالافتراء والتلاعب وممارسة الضغوط على المستجوبين. وذكر المصدر ذاته بأن جبهة «البوليساريو» كانت قد دعت مخرجي الفيلم سنة2007 لزيارة مخيمات تندوف لتصوير وثائقي حول برنامج تبادل الزيارات العائلية التي تنظم تحت إشراف الأممالمتحدة. ويعرض الشريط حالات كثيرة للاسترقاق بتندوف خاصة حالة امباركة التي تروي أنها اتخذت أمة لدى والد ديدو امبارك عمر الذي أنجبت منه عدة أطفال. وقالت أيالا، استنادا إلى توضيحات ممثلة لمنظمة الأممالمتحدة في هذا الوثائقي، إنه «عندما يتم اختطاف طفل ذي بشرة بيضاء فإن الأمر يتعلق بجريمة، تتحول إلى مجرد عادة اجتماعية عندما يتعلق الأمر بطفل أسود البشرة». وفي سنة 2008 ، تطرقت أيالا وفالشاو لهذا المشكل أمام «هيومان رايت ووتش»، التي قامت بفتح تحقيق حول هذه القضية خلص إلى أن بعض الصحراويين من ذوي البشرة السوداء هم في «ملكية» أشخاص أو أسر من ذوي البشرة البيضاء. وقد كشف إميريك ولد سالم، وهو ضحية أخرى للاسترقاق، أمام الكاميرا شهادة عتقه المؤرخة ب29 شتنبر2005، والتي جاء فيها «إميريك ولد سالم حر منذ اليوم». وقال ولد سالم «إذا تحدثت عن الاسترقاق, فإنهم سيلقون بك في السجن، ستختفي بكل بساطة». وأكد ماطالا، وهو صديق لإميريك، أن «لا علاقة لذلك بالنزاع السياسي. إنه الاسترقاق. أرفض أن أكون في ملكية أي كان»، معربا عن الأمل في «أن يتعرف العالم على قصتنا وأن يساعدنا».