لم تنجح المحاولات العديدة التي بذلتها قيادة البوليساريو في منع عرض شريط وثائقي يفضح ظاهرة العبودية المتفشية في مخيمات تندوف، حيث يقع العديد من الصحراويين ضحية الاسترقاق بحماية من هذه القيادة المتحكمة. الشريط الوثائقي stolen ، مسروقة، أنجزه المخرج الأسترالي «دان فالشاو» بمساعدة «فيوليتا أيالا» وهي أسترالية من أصل بوليفي، وقد تم عرضه مؤخرا في مهرجان سيدني، متحديين في ذلك الضغوطات والمضايقات العديدة التي بذلها البوليساريو والتي وصلت إلى حد اعتقال المخرج ومساعدته لمدة ستة أيام، في محاولة لمنع الرأي العالمي من الوقوف على وجه آخر من ممارسات البوليساريو بحق الصحراويين والتي تتحمل السلطات الجزائرية أيضا نصيبها من المسؤولية . والغريب في الأمر أن قيادة البوليساريو، اتخذت هذه المبادرة باستدعاء المخرج الأسترالي ومساعدته، في 2007 ، إلى مخيم «27 فبراير» لإنجاز شريط وثائقي حول عمليات تبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية التي ترعاها الأممالمتحدة. غير أن المخرج ومساعدته سيصطدمان بواقع لم يكونا ينتظرانه، ويتعلق الأمر بظاهرة العبودية التي يعاني منها العديد من الصحراويين ذوي البشرة السوداء، حيث أنهم مجرد عبيد للبعض من ذوي البشرة البيضاء، عبر وثائق تصدرها قيادة البوليساريو، تؤكد «ملكية» بعض هذه العائلات لعدد من العبيد. وفي هذا الإطار أوضحت فيوليتا أيالا، أن النية كانت في البداية، «إنجاز شريط وثائقي غير مسيس عن البوليساريو لمساعدتهم...لكننا اصطدمنا بواقع وجود عدد من الناس في سجن سياسي» وقد استقى المخرج ومساعدته شهادات لعدد من الضحايا أكدت معاناتهم وتستر البوليساريو عن هذه الظاهرة، التي اندثرت تقريبا في مختلف بقاع العالم، وطلب عدد من ضحايا هذه الظاهرة من الرأي العالمي والمنظمات المعنية مساعدتهم وإنقاذهم من هذا المصير. وعندما انتبهت قيادة البوليساريو إلى المنحى الذي اتخذه الشريط الوثائقي، بدأت تمارس ضغوطها لإقبار هذا العمل، إلى درجة اعتقال المخرج ومساعدته لمدة ستة أيام، وبعد تدخلات عديدة للأمم المتحدة والسلطات الأسترالية، أطلق سراحهما وتوجها إلى باريس وفي حوزتهما الشريط - الفضيحة. ضغوطات البوليساريو لم تقف عند هذا الحد، فقد قام ممثلهم بأسترايا بمحاولات عديدة للحيلولة دون عرض الشريط في مهرجان سيدني، واتهم المخرج ومساعدته بالكذب، وعندما لم تفلح هذه المحاولات أحضر واحدة من ضحايا العبودية إلى سيدني لتقول عكس ما سبق أن جاء على لسانها بكل طلاقة وتلقائية في الشريط، مما يؤكد أن الضحية وذويها تعرضوا للتهديد، وهي الشهادة التي تثبت مرة أخرى مظاهر الظلم والبطش الذي يتعرض له الصحراويون في مخيمات تندوف .