مراكش: عبد الرزاق موحد حفل برنامج ربيع الأندلس الثقافي الأول بمراكش الذي ينظمه معهد سيرفانتيس بالمدينة الحمراء، بأنشطة متنوعة. كان من أقواها ثلاث ورشات تكوينية استفاد منها أزيد من 200 شخص تتبعوا حصصا في رقص الفلامينكو وتدبير التراث والسياحة الثقافية. واستقدم المعهد الاسباني بمراكش لتأطير الورشة الأولى إحدى أهم رائدات فن الفلامينكو بالعالم الراقصة والأستاذة بالمعهد العالي للموسيقى باشبيلية «أسونيو بيرت تشوني» والتي قدمت دروسا نظرية وتطبيقية لتقنية الفلامينكو وإيقاعه ورقصه. وفوجئ المنظمون بالإقبال الكبير على هذه الورشة والتي فاق انتظاراتهم حيث حج عدد كبير من عشاق هذا الفن بالمدينة ومن مختلف الأعمار ذكورا وإناثا. وتابع المستفديون على مدى 25 ساعة متواصلة، الحصص بانضباط وشغف كبيرين أثارا استحسان وإعجاب الاستاذة تشوني معتبرة إياه عاملا يدعو إلى التفكير في مواصلة هذه المبادرة بهدف منح فرصة أكبر للجمهور المغربي عامة والمراكشي خاصة للتكوين في هذا الفن. أما الورشة الثانية التي اختتمت يوم السبت 23 ماي 2009، فهمت تدبير التراث الثقافي والنهوض به، وهي الورشة التي نظمها معهد سيرفانتيس بمراكش بشراكة مع مؤسسة الثقافات الثلاث بإشبيلية والمديرية الجهوية للثقافة بمراكش وجامعة القاضي عياض. واستفاد من هذه الورشة أزيد من مائة شخص من الطلبة ومهنيي السياحة والمهتمين بقضايا التراث وتحت إشراف الخبير الدولي «البيرتودرياس برينسيبى». كما عرفت هذه الورشة مشاركة أخصائيين من المغرب وخارجه «كخوان كارلوس هيرناندزمونييز» والمؤإخ حميد التريكي ومحمد أمين بن يوب وفيصل الشرادي ووداد التباع حيث تم التركيز على مناقشة قضايا حماية التراث العمراني والفني والجمالي بالمغرب مشخصا في بعض النماذج كمدن مراكش والرباط وشفشاون وآسفي. وأكدت خلال هذه الورشة مديرة معهد سيرفانتيس بمراكش «ماريا لوبيز دوليورير أونامورادو» على أهمية تكوين أطر في هذا المجال لأن التراث الثقافي يعد رأسمالا أساسياً لكل تنمية متكاملة مشيرة إلى أن رهانات حمايته تتقاطع برهانات النمو الاقتصادي. وأكدت على أن السياحة بدون ثقافة تعد نشاطا فارغا على اعتبار أن التنوع الثقافي هو عامل استقطاب أساسي للسياح. وتمحورت الورشة الثالثة التي شارك فيها نفس خبراء الورشة الثانية حول تدبير السياحة الثقافية بالمغرب، واستفاد منها 75 شخصا من آفاق مهنية مختلفة. وركزت محاورها على الاستثمار السياحي للثقافة مع سبل الحفاظ على التراث الثقافي وحمايته من التزييف والتعليب التجاري والتسطيح المتملق للزبناء. وتواصلت أنشطة سيرفانتيس في هذا الربيع الثقافي عبر معرض ألبوم الحرية.. منطقة الأندلس من الديكتاتورية الى الحكم الذاتي». وهو معرض يضم صورا بالأبيض والأسود تم التقاطها من طرف الصحافة الاسبانية منذ عهد فرانكو لترصد ملحمة الانتقال الديمقراطي وحصول منطقة الأندلس الاسبانية على الحكم الذاتي. وبموازاة ذلك تعرف مكتبة المعهد الاسباني تنظيم معرض جد هام حول محمية المحيط الحيوي المتوسطي بين إقليم الاندلس والمغرب، حيث يقدم المعرض 10 لوحات باذخة تظهر فضاءات طبيعية بجمال مدهش من المغرب، مشكلة من جبال وشلالات وأنهار وغابات ومناظر طبيعية. ويهدف هذا المعرض تشجيع الساكنة المحلية على حماية هذه الموارد الطبيعية الهائلة والتي التقطتها عدسات فنانين فتوغرافيين مغاربة تدخل في إطار مسابقة فنية لحماية التنوع البيئي. ومعلوم أن ربيع الأندلس الثقافي الأول بمراكش الذي ينظمه معهد سيرفانتيس من فاتح ماي إلى 21 يونيو القادم، يضم 25 تظاهرة فنية وثقافية كبيرة من عروض موسيقية ومسرحية ومعارض فنية ولقاءات وورشات تكوينية.