اختتمت يوم السبت 23 ماي 2009 بمتحف دار الباشا ورشتا تدبير التراث و السياحة الثقافية اللتين نظمهما معهد سرفانتس مراكش بتعاون مع مؤسسة الثقافات الثلاث بإشبيلية و المديرية الجهوية للثقافة و جامعة القاضي عياض ، في إطار ربيع الأندلس الثقافي الأول بمراكش . الورشتان اللتان شارك فيهما حوالي مائة مستفيد، انعقدت تحت إشراف الخبير الدولي في شؤون التراث ألبيرتو درياس برانسيبي وبمشاركة عدد من الباحثين والأخصائيين المغاربة والاسبان كمحمد أمين بنيوب و وداد التباع و خوان كارلوس هرمانديز وفيصل الشرادي و حميد التريكي .. وتركزت محاورها حول سبل تدبير التراث الثقافي و توظيفه في السياحة مع حمايته كقيمة ثمينة و كرأسمال من حق الأجيال المقبلة الاستفادة منه . مديرة معهد سرفانتس مراكش ماريا لوبيز دولوريس أونامورادو أكدت في كلمتها التي ألقتها في حفل الاختتام على الأهمية القصوى التي يكتسيها موضوع التراث الثقافي سواء بالنسبة للتنمية المتكاملة أو السياحة و الاقتصاد ، فالسياحة من دون ثقافة هي سياحة فارغة وبدون مضمون حضاري و لا تؤدي دورها كاملا في التواصل بين الشعوب و الثقافات. بل أكثر من ذلك تضيف السيدة دولوريس فمن وجهة اقتصادية صرفة يعد الرأسمال الثقافي نقطة الجذب الأقوى للسياح و المستقطب الأساس لفضولهم . لذلك فحماية التراث و حسن توظيفه لا ينفصل عن رهان التنمية و تقوية الدخل ومنح فرص التطور . و لم يفتها أن تثمن التعاون مع شركاء سرفانتس مراكش لإنجاز هذه المبادرة و في مقدمتهم المديرية الجهوية للثقافة ومؤسسة الثقافات الثلاث و جامعة القاضي عياض . محمد أمين بن أيوب المدير الجهوي للثقافة بمراكش تحدث بدوره في كلمته عن حيوية إنصاف المجتمع لتراثه الثقافي في مختلف تعبيراته العمرانية و الجمالية و الفنية و تأهيله و إنعاشه ، مشددا على أهمية التربية على التراث لإدماج المواطن في مسؤولية حمايته . و ألح المدير الجهوي للثقافة على دور القطاع الخاص في الحفاظ على الرصيد الثقافي لأن الميزانية العامة لا تكفي لوحدها لذلك . مؤسسة الثقافات الثلاث اعتبرت على لسان ممثلها تنظيم هذين الورشتين بشراكة مثمرة مع سرفانتس مراكش خطوة مهمة لتطوير الوعي بأهمية التراث كرصيد ثقافي ينبغي تثمينه و الحفاظ عليه و تنمية أساليب استثماره دون المساس بقيمته . المؤطرون ركزوا في دروسهم على النموذج المغربي بحكم الغنى الذي تتوفر عليه المدن المغربية من حيث رصيدها الثقافي ، محددين فضاء اشتغالهم على حالات بعينها كمدن مراكش و شفشاون و آسفي و الرباط .. ومعلوم أن المدينة الحمراء تعيش على الإيقاع المكثف لتظاهرات ربيع الأندلس الثقافي الأول الذي ينظمه المعهد الاسباني بالمدينة إلى غاية 21 يونيو 2009 ، حيث ماكادت تختتم الورشتان المشار إليهما أعلاه حتى انظلقت ورشة اللغة الإسبانية لأهداف مهنية .