بدعم من عمالة إقليمافران و المركز السينمائي المغربي تعرف الدورة الرابعة عشر لمهرجان العالم العربي للفيلم القصير من: 2012 بازرو و افران، في موضوعها " سينما البيئة " باعتبار علاقة السينما بالبيئة علاقة متبادلة، حيث إن السينما، بوصفها سواء صناعة أو فنا، تتداخل بشكل تفاعلي مع المحيط، سواء تم استحضار المناظر الطبيعية؛ بينما يغلب على المقاربة البيئية البعد التحسيسي بأهمية الحفاظ على البيئة بشكل عام والأرض بشكل خاص، ونستحضر هنا الفيلم البيئي المتميز «HOME» (2009) لمخرجه "Yann Arthus-Bertrand"؛ وتركز المقاربة التوثيقية/ الوثائقية على توثيق علاقة الإنسان بالأرض والوطن، كما يستحضر بقوة هذه العلاقة الفيلم الوثائقي «أرضي» (2011) لمخرجه نبيل عيوش. وجعلت بعض الأفلام استحضارها لتيمة الأرض يقتصر على تيمة المقاومة؛ وهي بذلك تقف عند تشبث الإنسان بأرضه ومدى تضحيته بالغالي والنفيس من أجل تحريرها من أيد الأطماع الاستعمارية؛ وعلاقة بالفيلموغرافيا الوطنية، نذكر مجموعة من الأفلام التي استحضرت، بشكل من الأشكال، تيمة المقاومة وتشبث الإنسان المغربي بأرضه، ونجد من بين هذه الأفلام: «44 أو أسطورة الليل» (1982)، لمخرجه مومن السميحي؛ «بامو» (1983)، لإدريس المريني؛ «نهيق الروح» (1984)، لنبيل لحلو؛ «أرض التحدي» (1989)، لعبد الله المصباحي؛ «فرسان المجد» (1993)، لسهيل بنبركة؛ «المقاوم المجهول» (1995)، لمخرجه العربي بناني؛ «عطش» (2000)، لسعد الشرايبي؛ «عشاق موغادور» (2002)، لسهيل بنبركة؛ «أحمد ڭاسيو» (2009)، لإسماعيل السعيدي؛ «ميغيس» (2010)، لجمال بلمجدوب. إن السينما عامة، والسينما المغربية على وجه الخصوص، كانت دوما من بين أهم الوسائل التي عملت- وتعمل- على حفظ الذاكرة الجماعية، وذلك عبر استحضار ارتباط الإنسان بالأرض/ الوطن/ البلد، وهنا نستحضر بعض الأفلام المغربية التي عكست ارتباط الإنسان (المغربي) بأرضه، سواء من خلال العنوان، أو التيمة المعالجة، أو قصة الفيلم؛ ونذكر على سبيل الذكر لا الحصر فيلمي عبد الله المصباحي: «غدا لن تتبدل الأرض» (1976)، و«أرض التحدي» (1989)؛ وفيلمي محمد إسماعيل: «هنا ولهيه» (2004)، و«أولاد البلاد» (2009)؛ وفيلم «تمازيرت أوفلا» (2007) لمحمد مرنيش؛ والفيلم الوثائقي «أرضي» (2011) لنبيل عيوش، يوسف شاهين في فيلمه "الارض"، الفيلم السوفياتي «الأرض» لدوفجنكو. وقد أتت هده الدورة لدعوة المخرجين و مؤسسات الإنتاج للمزيد من الاهتمام بالبعد التاريخي و البيئي للمشهد السينمائي و التفكير في إنتاج الأفلام التسجيلية و الوثائقية وما لها من ادوار في مرجعيات تاريخ السينما العربية واهم التحديات التى شاهدتها الدول العربية البيئة في المشهد السينمائي " كما سيتم تسليط الضوء على ضيفة الشرف للمهرجان دولة كندا باعتبارها دولة بيئية بامتياز. وعلى هامش المهرجان ستخصص جولة بالقوافل السينمائية للجماعات القروية بالإقليم المبرمجة تتوخى منها إدارة المهرجان التوعية و والتحسيس والاطلاع على انتاجات الدول العربية إلى جانب عرض أفلام قصيرة تعرف بالمنتوج الإبداعي السينمائي المغربي .