تعتبر علاقة السينما بالأرض علاقة متبادلة، حيث إن السينما، بوصفها سواء صناعة أو فنا، تتداخل بشكل تفاعلي مع مكون الأرض، سواء تم استحضار هذا المكون كتيمة، أو كفضاء/ مجال جغرافي، أو كمكون بيئي؛ وتتنوع مقاربات السينما للأرض من مقاربة فنية، أو تحسيسية/ بيئية، أو جمالية، أو توثيقية...الخ. ويختلف تمثل الأرض من فيلم إلى آخر، وذلك باختلاف المقاربات وتعدد الرؤى التي يطرحها كل فيلم؛ ففي المقاربة الفنية/ الجمالية تحضر الأرض في مجموعة من اللقطات البانورامية لتشهد على جمالية بعض المناظر الطبيعية؛ بينما يغلب على المقاربة البيئية البعد التحسيسي بأهمية الحفاظ على البيئة بشكل عام والأرض بشكل خاص، ونستحضر هنا الفيلم البيئي المتميز «HOME» (2009) لمخرجه "Yann Arthus-Bertrand"؛ وتركز المقاربة التوثيقية/ الوثائقية على توثيق علاقة الإنسان بالأرض والوطن، كما يستحضر بقوة هذه العلاقة الفيلم الوثائقي «أرضي» (2011) لمخرجه نبيل عيوش. وجعلت بعض الأفلام استحضارها لتيمة الأرض يقتصر على تيمة المقاومة؛ وهي بذلك تقف عند تشبث الإنسان بأرضه ومدى تضحيته بالغالي والنفيس من أجل تحريرها من أيد الأطماع الاستعمارية؛ وعلاقة بالفيلموغرافيا الوطنية، نذكر مجموعة من الأفلام التي استحضرت، بشكل من الأشكال، تيمة المقاومة وتشبث الإنسان المغربي بأرضه، ونجد من بين هذه الأفلام: «44 أو أسطورة الليل» (1982)، لمخرجه مومن السميحي؛ «بامو» (1983)، لإدريس المريني؛ «نهيق الروح» (1984)، لنبيل لحلو؛ «أرض التحدي» (1989)، لعبد الله المصباحي؛ «فرسان المجد» (1993)، لسهيل بنبركة؛ «المقاوم المجهول» (1995)، لمخرجه العربي بناني؛ «عطش» (2000)، لسعد الشرايبي؛ «عشاق موغادور» (2002)، لسهيل بنبركة؛ «أحمد ڭاسيو» (2009)، لإسماعيل السعيدي؛ «ميغيس» (2010)، لجمال بلمجدوب. إن السينما عامة، والسينما المغربية على وجه الخصوص، كانت دوما من بين أهم الوسائل التي عملت- وتعمل- على حفظ الذاكرة الجماعية، وذلك عبر استحضار ارتباط الإنسان بالأرض/ الوطن/ البلد، وهنا نستحضر بعض الأفلام المغربية التي عكست ارتباط الإنسان (المغربي) بأرضه، سواء من خلال العنوان، أو التيمة المعالجة، أو قصة الفيلم؛ ونذكر على سبيل الذكر لا الحصر فيلمي عبد الله المصباحي: «غدا لن تتبدل الأرض» (1976)، و«أرض التحدي» (1989)؛ وفيلمي محمد إسماعيل: «هنا ولهيه» (2004)، و«أولاد البلاد» (2009)؛ وفيلم «تمازيرت أوفلا» (2007) لمحمد مرنيش؛ والفيلم الوثائقي «أرضي» (2011) لنبيل عيوش. ومن المنتظر أن تثار النقط التالية في ندوة المهرجان، والتي تشمل أيضا محاور حول البيئة بشكل عام: تمثل السينما لأرض؛ علاقة السينما بالأرض؛ دور السينما في التحسيس بدلالات الأرض، وأهمية الحفاظ عليها؛ تمثل السينما للهامش ولتيمة المقاومة في علاقتهما بالأرض؛ أهمية الاهتمام بالأرض والعناية بها؛ ...الخ.