عند مُلتقى الشّموس، وانكسار الظُّلمة.. يَجِنُّ الليل في مقلتي . وتتلأْلأُ نجوم الصَّبابة على جَبيني المَشروخ، كمرآة هَشّمَتْها حَوافر الخيول المُسْرَجة نحو الأفق المفقود.. وأنا الواقف على شظايا الموت العائدِ من ساحة النّزال.. مَهْزوما كما أحلامي المُترعة بالجراح.. حَسِيرًا يُرَمّمُ ما تبقى من نَخوة، بالأسى يُضَمِّدُ جراحات الألم المُشرع على المجهول. وها هي ذي بَيارِقُ الوَجْد تأتيني، مُنكسرة على أعتاب الذّات ، تَلُفُّني برداء من نَزَق وشوق.. لأُعاودَ العشق مرّات ومرّات عن غير قصدٍ.. ويتوهّج طيفُكِ هُلامِيّا في عينايَ عن غير قصدِ .. وتستديرُ الثُّريّا، لِتُقبل علي بنور سافر عبر الأكوان ملايين السّنين . وتُغدِقُ علي من القُبلِ المُسَجَّرَةِ، ما يُشعِلُ قيعان َ الخُلْجان ، ويُخْمِدُ لَهيبَ البراكين . وبينما أرقب تَدَلّي الشمس خلف أهذاب الظُّلمة، وانكسارَ هامات الضوء، ينبعثُ من أَغواري طيف من ضياء، يَغْمُرُ الأرجاءَ، ويرسمُ على محيى الشّفَقِ ، أناشيد الغواية لهُواة السّفر.. فيا وَخَزًا من عُنْفُوانِ! ويا بقية من عِشق! أنظرني إلى لحظة بعث، لأتلوَ من صحيفتي سِفْرَ الاعتراف، وأُعلن أمام الثّقَلَيْنِ ، ما اقْتَرَفَهُ انْفِلاَتُ الشّوقِ من أسرار ، وما خَطّهُ على كُفوفِ الأيّام من أثَر .