جميل جداً أن يعرف الإنسان قدر نفسه فيتكلم بلغة تليق بمكانته ويعمل وفق الأصول عملاً تحمد عقباه ويظهر بمنظر يتلاءم مع ثقافته ووظيفته في الحياة وتكون حالته النفسية ملائمة لآخر حدث مر به وحالة متوازنة لفترات طويلة وطبيعية دون فرح ودون حزن غير مبررين . هكذا هم الناس عادة ولكننا نلاقي في حياتنا اليومية أشكالا وألوانا من التصرفات نستهجنها ولا نفهمها ، أناس معنوياتهم عالية يضحكون ويقهقهون ويرفعون أصواتهم أينما حلوا وهم في حقيقتهم يتظاهرون أمام الناس وبينهم وبين أنفسهم يدركون مدى نواقصهم التي قد تكون ثقافية أو مادية أو اجتماعية ،ولو تذكروا نواقصهم لبكوا بدل ان يضحكوا ولكنهم يتجاوزون نواقصهم بالتمثيل الذي لا ينطلي إلا على أصحاب العقول الخفيفة. ونرى أشخاصاً آخرين تظن أنهم مكتئبون من ديمومة حزنهم وحسرتهم ولو تحريت عنهم لوجدتهم أناسأ طيبين وناجحين في مشاريعهم ولديهم ما يكفيهم ولكنك تلا حظ أن معنوياتهم واطية لاسباب قد تكون عديمة الأهمية بالنسبة لغيرهم وهؤلاء المكتئبون لو نظروا إلى أوضاع غيرهم لحمدوا الله على النعمة التي يرفلون بها. نعم أرى من يضحك وأرى من يبكي والحقيقة أنني لم أعد أصدق الباكي من دون ضرب ولا الضاحك من دون سبب