لم تعد الشوارع في أماكنها اخترقت شرفتنا المطلة على القمر وشمتها ب إشارات حمراء... يمنع مرور الطير الفراشات أنفاس الأرض و السماء... نمو الظل السكون و تمدد وشاح الزمرد... شجرتا حور على ضفة الحياة الأخرى ثائرتان عبثا تحاولان فتح باب التأمل الطويل... يصحو الصبح مرعوباً على أصواتٍ زاعقة و عند قدميه حيث يفقص الرماد تموت أغنيتي ... حبيبتي كل منا في منفاه الأبدي يعزل نفسه حتى عن ذاته ينزلقُ في عتمةِ أعماقه غريباً . .. يتهجَّى رماد أزمنة راكدة في الذاكرة و يعدو تائهاً في سباق لا ينتهي إلا في ملجأ الظلمة و العدم... نفتش عن ذكريات لا تزال تلمع بضوءٍ خافت ٍ آت من لحدٍ مجهول... وفي عيوننا يعبر الليلُ و القمر طيفاً على شكل إنسانٍ ميتٍ في نعش غيمة... حبيبتي يا من تصعدين من الثرى من عطرك البهي.. كل شيء قد تغير تطارده سحابة من الجنون ... عبثاً يحاول أن يرسو على موانئ ذاكرة جديدة ... المساء وجه بين وجوه قديمة لا أحد يلتفت إليها و على أهدابه حيث تختنق العصافير تموت أغنيتي... حبيبتي يا من تسافرين في القصائد كلماتنا تكفهر تتجول في القلق غير قادرة على التسبيح أصابها العقم و الجفاف ... الشفاه تتخثر تحلمُ حلماً في حلمٍ ميتٍ بندى القبلات ... الليل مشبع ب الأضوية الباطلة و على جسده حيث يغادر قطيع النجوم المرعى تموت أغنيتي... الأحلام تتكسر أجنحتها لا تستطيع التجوال في السماوات نشرب الضوضاء و الدخان و عيوننا الجائعة تبتلع ملصقات إعلانية... هكذا تموت أغنيتي و يموت العالم ...