غرناطة ما اسمك سيدتي الجميلة وهل أنت من أندلسي السعيدة وسبقتني في العدو نحو منافذي الوحيدة ومن أي أرض أتيت من أرض الفراشات الحزينة أم من أرض الغيوم وهل أنت غرناطتي التي في القلب أم غرناطتي التي في العين أم غرناطتي التي أخفيها وساما على صدري. ........ آه أيها الحزن لا تقترب منها، فهي الوردة الحمراء التي أحملها في القلب. نهر شنيل وكأنك سهب من مياه أو وردة حمراء تصاعد عطرها في فجر أيامي وكأنك العين التي بها أرى وجهي أو خميلة يداعبها المغيب وتبحث عن قمر في السماء وكأنني فارسها المتوج أخرج من ماء هذا النهر الكبير، فأرى شاعرها الكبير: لوركا! الحمراء قرميد فوق قرميد فوق قرميد، فوق قرميد، وغيوم تنشر ظلا على جبهة ناصعة، وطيور تعبر السماء، وحيدة، بأجنحة تطير، وبأخرى تودع هذا النهار، آه، من حزن عميق يقبع في القلب، ووشوشة تنوس بين الضفة والأخرى، وذكرى تعبق برائحة الورد. ....... آه من شرفات تتيه فوق الغيوم البعيدة فتستقر بالقرب من قلبي. غرناطة: 24 ماي 2008 متحف لوركا على بعد خطوات من هنا يقبع متحفك الجميل على بعد مترين أكاد ألمح وجهك في ضوء هذا الممر الوسيع. ....... ثمة كتب كثيرة وقصائد حبلى بالأمل أكاد أراها من هذه الفجوة المطلة على نهر شنيل وأكاد أراك أمامي كأنك تودعني الوداع الأخير. غرناطة 24 ماي 2008