بعد غيابها لثلاث سنوات تعود الفنانة التشكيلية الفلسطينية سامية حلبي بلوحاتها المفعمة بالتفاؤل حيث تحط رحالها في جاليري أيام وسط العاصمة اللبنانية حتى 30 نوفمبر وكان آخر معرض لها في عام 2015 ومثل محطة تاريخية في فنها حيث استعاد أعمالها منذ البدايات. يأتي المعرض الذي افتتح يوم الأربعاء تحت عنوان (شفافية وكمود) وهو يتألف من 11 لوحة من الحجم المتوسط والكبير يطغى عليها الأصفر والأزرق والأخضر والأحمر. تركز أعمال المعرض على اللمعية من خلال العلاقة بين الألوان التي تستلهمها حلبي بشكل تجريدي خلاق من ألوان الطبيعة الحية. وتُظهر هذه اللوحات تطورا ملحوظا للأضواء المشعة من الألوان بين الأشكال الهندسية والجيومترية التي اشتهرت بها حلبي على مدى عقود، لاكتشاف ما تصفه الفنانة بأنه "فضاء الضوء" الذي يمكن إدراكه من خلال الأجواء المطروحة بهذه الأعمال كظلال الليل أو ضوء المساء في المدينة وتلاقي الأضواء المختلفة. وتمثل مجموعة (شفافية وكمود) لعبة التضاد بين الألوان الشفافة وغير الشفافة، بشكل مكثف ومتراص، لتُظهر الفنانة نظريتها حول المسافات والأشياء البعيدة والقريبة والضخمة والصغيرة ولتبين مدى تأثير الشفافية على الأطراف الحادة للأشكال واستخدامها للطبقات. ومن أجل ذلك تبنت حلبي تقنية "الفرشاة الناشفة". فالفنانة المعروفة ببحثها الطويل والمعمق في مجال الفن الفلسطيني وتاريخه والتي تعتبر نفسها فنانة سياسية وتصر على أن يكون الفلسطيني مميزا في كل المجالات، تراقب البشر كأفراد ومجموعات وتفسر تحركاتهم من خلال أشكال هندسية تبتكرها مع كل مجموعة من أعمالها. .وتقول إن تلك البساطة التي يراها الزائر على سطح اللوحة تأتي من "أشكال الطبيعة التي تؤثر بشكل عميق على أعمالي من خلال تركيباتها الغريبة". وتفيد في سياق حديثها عن المعرض بأن "الإنسان لا يمكنه أحيانًا التعبير عما يراه في الشارع والطبيعة وما حوله، لكنني شخصيا أجرب أن أصل إلى درجة ما من جمال الكون والطبيعة، لذلك أرسم بشكل تجريدي لأنني أشعر أحيانا أن لا شيء يجسد جمال الطبيعة. المهم أن نجرب". وجابت أعمال حلبي أوروبا والولايات المتحدة واقتنت لوحاتها كبرى المتاحف والمؤسسات مثل متحف سولومن وجوجنهايم ومعرض جامعة ييل والمتحف الوطني الأمريكي للفنون في واشنطن ومعهد شيكاجو للفنون ومتحف كليفلاند للفنون ومعهد العالم العربي في باريس والمتحف البريطاني. طنجة الأدبية وكالات بتصرف