افتتح مساء أمس الجمعة بمدينة تطوان معرض "تقاطعات" للرسامة الإسبانية ماريا خيسوس غارسيس بمركز الفن المعاصر بتطوان، بحضور ثلة من الفنانين والمفكرين والمهتمين بالفنون. ويقترح هذا المعرض غير المسبوق على الزوار مجموعة من اللوحات، حيث تبرز الأشكال الهندسية المميزة في الثقافة العربية الإسلامية، والمضلعات المتداخلة والمنمقة بثقوب صغيرة، أو أشكال بارزة على خلفية بيضاء، فوق خطوط دقيقة فوقها عناصر ملونة توحي بتيار متدفق. وسيمكن المعرض، من خلال لوحاته الثلاثين، الزوار من اكتشاف العمل الدؤوب والدقيق للفنانة ماريا خيسوس غارسيس، واهتمامها بإعداد المواد، ورويتها وصبرها الإبداعي، والذي مكن من تحقيق هدف جمالي يتميز ببساطته وكثافته الأخلاقية. بمناسبة إطلاق الدورة الثانية من تظاهرة "وجوه، الثقافة الإسبانية اليوم"، سيتم تنظيم العديد من التظاهرات الثقافية في بحر خريف 2018 بحوالي 12 مدينة مغربية، ويشكل هذا المعرض بداية حوار بين التقليد الهندسي الإسباني والفن التجريدي ذي الأصول العربية، الذي بلغ ذروته بشمال إفريقيا، بتأثيرات قادمة من حوض المتوسط. واعتبرت ماريا خيسوس غارسيس أن المواضيع التي تطرق إليها المعرض تدل على التعايش الذي يسود ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مبرزة أن أعمالها منجزة بالكامل على خلفيات بيضاء وبالاعتماد على مواد أساسية كالورق أو الشباك واختيار الألوان البسيطة. من جهته، اعتبر مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، مهدي زواق، أن معرض ماريا خيسوس غارسيس، الفنانة المنحدرة من إشبيلية والمتأثرة بالثقافة العربية الإسلامية باعتبارها إرثا مشتركا بين المغرب وإسبانيا، يهدف إلى التقريب بين ثقافات وشعوب ضفتي المتوسط. وأبرز أن الأمر يتعلق بأول معرض من نوعه ينظم بمركز الفن المعاصر بتطوان بعد افتتاح شطره الثاني، مضيفا أن البناية الجديدة ستستضيف معارض دولية أخرى. وتهدف تظاهرة "وجوه، الثقافة الإسبانية اليوم"، المنظمة بتعاون بين وزارة الثقافة والاتصال ووزارة الشباب والرياضية بإسبانيا والسفارة الإسبانية بالرباط ومعهد ثربانتيس، إلى التقريب وتعزيز العلاقات الثقافية بين المغرب وإسبانيا، يحث تقترح برمجة غنية ومتنوعة من الأنشطة والسهرات الموسيقية والدورات الموسيقية والندوات واللقاءات.