في تطورات جديدة بخصوص المسيرة الاحتجاجية التي تخوضها ساكنة دواوير "أوزيغيمت" منذ الثلاثاء الماضي، للمطالبة بفك العزلة ورفع التهميش والإقصاء عن المنطقة، منعت السلطات المحلية، صباح اليوم الجمعة، المحتجين من مواصلة المسيرة في اتجاه عمالة إقليمورزازات. وقضى المحتجون، الذين قرروا استكمال مسيرتهم الاحتجاجية التي بدؤوها مشيا على الأقدام، باستعمال سيارات النقل المزدوج، ليلتهم الثالثة في العراء بالسوق الأسبوعي لجماعة "أيت سدرات السهل الغربية" حيث اعترضت قوات الأمن مسيرتهم التي كانت متوجهة إلى ورزازات. وعاينت جريدة "العمق"، أمس الخميس، عدة محاولات للسلطات المحلية بدائرة بومالن دادس، من أجل ثني المحتجين على مواصلة مسيرتهم الاحتجاجية، قبل أن يحل عامل الإقليم لفتح حوار مع المحتجين، حيث أكد لهم أنه تم إرسال جرافات من أجل فتح الطريق إلى مداشرهم، كما وعدهم بتحقيق كل مطالبهم. وأكد عدد من المحتجين في تصريحات متفرقة للجريدة، أنهم متخوفون من أن تكون هذه الوعود كسابقتها التي لم يتحقق منها شيء، مؤكدين أن دواويرهم لم تنل نصيبها من التنمية على مختلف الأصعدة، كأنها لا تنتمي إلى هذا الوطن، أو أنهم لا يستحقون الاهتمام من المسؤولين كسائر المواطنين، على حد تعبيرهم. وناشد المحتجون، الملك محمد السادس للتدخل شخصيا في ملفهم وتحقيق مطالبهم، بعد أن تجاهل المسؤولين بالإقليم معاناتهم، حيث لم يعيروا أي اهتمام لهم، إبان التساقطات الثلجية الكثيفة التي عرفتها المنطقة، والتي أدت إلى انقطاع الطريق لمدة 3 أسابيع. كما أكدوا على أنهم سئموا من تماطل المسؤولين في تحقيق مطالبهم منذ عقود، وأنهم خرجوا للاحتجاج تاركين أطفالهم ونساءهم وسط الثلوج، وفي ظروف معيشية مزرية بعد نفاذ مؤونتهم. وفي هذا السياق، قال لحسن أوهرى، رئيس جمعية مفتاح الخير للتنمية بمنطقة "أوزيغيمت"، إن مطالبهم بسيطة وليست خيالية وصعبة التحقيق، وتتلخص في فك العزلة عن عشرات الدواوير، وإصلاح وتهيئة الطريق الرابطة بين "أوزيغمت" وقلعة مكونة، وإحداث فرع لمكتب الحالة المدنية. وأضاف المحتجون، أنه رغم التعليمات الملكية القاضية بضرورة الاهتمام بساكنة الجبال والقرى النائية من خلال خلق مشاريع تتنموية للساكنة، إلا أنهم لم يسبق لهم أن استفادوا من شيء وأنه ما من جهة أنصفت دواويرهم التي تعيش الاقصاء والتهميش منذ عقود. وتطالب ساكنة "أوزيغيمت" بحسب ملف مطلبي توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، بحقها في التنمية ومساواتها بباقي المناطق، من خلال "خلق بنية طرقية بمواصفات جيدة تراعي تضاريس ومناخ المنطقة، والتسريع في وثيرة إنجاز وتعبيد الطريق الرابطة بين اوزيغمت وبوكماز، وإصلاح وتهيئة الطريق الرابطة بين اوزيغمت وقلعة مكونة". ودعت إلى "إحداث مستوصف صحي بالمنطقة وتجهيزه بالمعدات والأدوية والموارد البشرية، وكذا محاربة الخصاص المهول في الأطر التربوية بتوفر الموارد البشرية الكافية لضمان حق أبناء المنطقة في تعليم عمومي جيد، وبناء وإضافة أقسام جديدة في كل الدواوير، ومحاربة ظاهرتي الاكتظاظ والانقسام المشتركة". كما يطالبون ب"ربط المدرسة بالماء والكهرباء، وتوفير النقل المدرسي لتلاميذ الإعدادي والثانوي، وتسريع وتيرة مشروع الكهرباء، وتزويد باقي الدواوير المتبقية وإطلاق المشروع في أقرب وقت، مع استكمال مشروع الماء الصالح للشرب المتوقف في منطقة "اكرامن" ومحاسبة صاحب المشروع وربط المسؤولية بالمحاسبة".