لا يزال المئات من ساكنة دواوير "أوزيغيمت"، ضواحي إقليم تنغير، يواصلون مسيرتهم الاحتجاجية، مشيا على الأقدام، التي انطلقت أول أمس الثلاثاء، بعد مبيت ليلتين في العراء وسط الجبال، حيث تتجه في هذه الأثناء إلى مركز قلعة امكونة. واستغرقت مسيرة ساكنة دواوير "أوزيغيمت" التي حاصرتها الثلوج لأزيد من شهر، لحد الآن يومين، مشيا على الأقدام وباستعمال الدواب، قبل أن يصلوا منطقة "بوتغرار" ليستعينوا بعد ذلك بسيارات النقل المزدوج، للوصول إلى عمالة إقليمورزازات، بعد أن تخلت عنهم سلطات إقليم تنغير بحسب تعبير المحتجين. وأكد المحتجون في تصريحات متفرقة لجريدة "العمق"، أنهم عازمون على مواصلة مسيرتهم الاحتجاجية حتى لو تطلب الأمر الاتجاه صوب العاصمة الرباط، للمطالبة بفك العزلة عنهم ورفع التهميش والإقصاء عن ساكنة يقدر تعدادها ب4 آلاف نسمة موزعة على 17 دوارا. إقرأ أيضا: بعد شهر من العزلة.. محتجون يتهمون سلطات تنغير بتجاهل تعليمات الملك (صور) واتهم المحتجون، السلطات الإقليمية بتنغير ب"تجاهل" التعليمات الملكية الأخيرة القاضية بالتدخل لفك العزلة عن المناطق المعزولة بسبب الثلوج، حيث أكدوا، أنهم ظلوا ولمدة شهر محاصرين وسط الثلوج دون أن تتدخل السلطات لفتح الطريق التي تعتبر الشريان الوحيد الذي يربط هذه المنطقة الجبلية الواقعة على الحدود بين أزيلال وتنغير، بالعالم الخارجي. وأوضح الفاعل الجمعوي، سعيد عمي، في تصريح مماثل للجريدة، أن لا أحد من المسؤولين بإقليم تنغير اهتم لمسيرتهم الاحتجاجية، حيث لم يفتح معهم أي مسؤول الحوار للاستماع لمشاكلهم، ولم يكلفوا أنفسهم السؤال عن أزيد من 400 شخص بينهم نساء ومسنين، يبيتون في العراء ويواجهون قساوة الطقس، لسبب واحد أنهم يطالبون بحقوقهم المشروعة. وأضاف المتحدث، أنه اتصلوا برئيس جماعة إغيل نومكون التي تنتمي إليها دواوير "أوزيغيمت" طلبا لبعض الخيام لنصبها حتى تقي المحتجين من البرد، غير أنه رفض مطلبهم البسيط، مضيفا أن المحتجين سيقررون عند وصولهم إلى مركز قلعة امكونة ما إذا كانوا سيتجهون نحو ولاية الجهة أو عمالة إقليمورزازات، أو إلى الرباط، بعد أن تنكرت لهم مسؤولي ومنتخبي إقليم تنغير. وأردف الفاعل الجمعوي المذكور، أن أحدا من المسؤولين الذي توالوا على التسيير بإقليم تنغير لم يغيروا شيئا من الواقع المرير لدواوير "أوزيغيمت" التي تعيش تحت وطأة التهميش والإقصاء منذ عقود.