لم تثن وعورة التضاريس ولا انخفاض درجات الحرارة ساكنة دوار "تيشكي" بجماعة "إغيل نومكون" عن السير احتجاجا وهم يقطعون أزيد من 30 كيلومترا مشيا على الأقدام وباستعمال الدواب، في مسيرة صوب مقر الجماعة، طلبا لفك العزلة وحصار الثلوج. وانطلق عشرات المحتجين بينهم نساء وشيوخ، فجر اليوم الثلاثاء، في مسيرة احتجاجية، في اتجاه مقر جماعة "إغيل نومكون"، حيث أكدوا في تصريحات متفرقة لجريدة "العمق"، أنهم سئموا من انتظار تدخل المسؤولين لفك العزلة عنهم. يوسف أيت ناصر، قال في تصريح لجريدة "العمق"، إن "ساكنة دوار تيشكي تعاني العزلة سواء تساقطت الثلوج أو لا، حيث أن الطريق التي تربط المنطقة بمركز الجماعة على طول 40 كيلومترا غير معبدة وغير صالحة لمرور العربات"، مضيفا أنهم حاولوا إصلاحها بإمكانياتهم البسيطة غير أنهم لم يفلحوا في ذلك. وأكد أيت ناصر، أن الثلوج حاصرت أزيد من 50 أسرة بالمنطقة، لأسابيع دون أن يسأل أحد من المسؤولين والمنتخبين عن حالهم، مشيرا أن الساكنة تكاد تعاني من الجوع بعد أن نفذت مؤونتهم، مسجلا كذلك نفوق عدد من رؤوس الأغنام بسبب نفاذ الأعلاف. كما أشار المتحدث ذاته، إلى أنه حتى في حالة وصول مساعدات تضطر الساكنة إلى التنقل لكيلومترات على الدواب في مسالك وعرة من أجل الوصول إلى قرية "أمسكار" وتسلم حصتها من تلك المساعدات. وطالب المحتجون الذين اقتربوا من الوصول إلى مقر جماعة "إغيل نومكون"، بعد أزيد من 10 ساعات سيرا على الأقدام، مسؤولي إقليم تنغير بالتدخل لفك العزلة عنهم كما أمر بذلك الملك محمد السادس، وتحقيق جميع مطالبهم إسوة بباقي المناطق التابعة للجماعة ذاتها. وبالموازاة مع مسيرة دوار "تيشكي"، خرجت مسيرة أخرى سيرا على الأقدام تضم أزيد من 400 شخص من ساكنة قرية "أوزيغيمت"، في اتجاه مقر الجماعة ذاتها، للتنديد ب"تجاهل" السلطات المحلية والإقليمية لنداءات الاستغاثة التي أطلقوها منذ بداية التساقطات الثلجية، التي أدت إلى قطع الطريق رقم 1517 الرابطة بين دواويرهم ومركز قلعة امكونة. واتهم المحتجون، السلطات الإقليمية بتنغير ب"تجاهل" التعليمات الملكية الأخيرة القاضية بالتدخل لفك العزلة عن المناطق المعزولة بسبب الثلوج، حيث أكدوا في تصريحات متفرقة لجريدة "العمق"، أنهم ظلوا ولمدة شهر محاصرين وسط الثلوج دون أن تتدخل السلطات لفتح الطريق التي تعتبر الشريان الوحيد الذي يربط هذه المنطقة الجبلية الواقعة على الحدود بين أزيلال وتنغير، بالعالم الخارجي.