نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الثلاثاء بالرباط، مهرجانا خطابيا تخليدا للذكرى 59 لعيد الاستقلال، بمشاركة عدد من قادة الاحزاب السياسية . وقال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد المصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة، إن الاحتفال بهذه الذكرى والأعياد الثلاثة المجيدة يندرج في سياق واجب الذاكرة واحترامها، ويجسد ملحمة السلف لتكون عبرة للخلف، مضيفا أن الذكرى توحي بجملة من العبر والدلالات التي يتوجب الوقوف عندها بتأمل وتدبر وتذكير، باعتبارها حدثا جليا ونوعيا صنعته إرادة عرش وشعب في التحام وثيق أسس لميثاق تاريخي جمع بين الملك المجاهد محمد الخامس طيب الله ثراه وقادة الحركة الوطنية منذ مطلع الثلاثينات من القرن الماضي. وأضاف أن هذه اللحظة تمثل وقفة تأمل وتدبر لاستشراف الآفاق لمواصلة العمل النضالي في مسيرة الحاضر والمستقبل لإعلاء وبناء صروح المغرب الحديث وإنجاز المشروع الحداثي المجتمعي الديمقراطي التنموي والنهضوي، داعيا الى نشر ثقافة القيم الوطنية في كل المجالات، وإدماجها في المقررات الدراسية وفي كل مجالات العمل اليومي. من جهته أكد سعد الدين العثماني عن حزب العدالة والتنمية، أن الشعب المغربي عبر تاريخه الطويل كان مقاوما لأي نوع من الاستعمار، مبرزا أن هذه المناسبة تشكل محطة لاستخلاص الدروس والعبر ، مؤكدا أن ملحمة الاستقلال لا ترتبط فقط بإخراج المستعمر بل هي نفس تحريري ونضالي متواصل. ودعا السيد العثماني ، في هذا الإطار، قطاعات الإعلام والتعليم والشباب إلى نقل قيم المواطنة والتضحيات إلى الأجيال الأخرى بحيث أن معركة الإصلاح تحتاج الى التسلح بهذه القيم لمواصلة بناء المستقبل، مشيرا الى المغرب يعطي اليوم مثالا للاستقرار والأمن من خلال توافق قواه الوطنية مع المؤسسة الملكية والشعب المغربي لبناء الحاضر و المستقبل في وسط يتسم بالاضطراب والغليان والحروب. من جانبه، أكد السيد لحسن مادي عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال، أن الشعب المغربي، من طنجة إلى الكويرة، يخلد بكل مظاهر الاعتزاز والافتخار ذكرى الأعياد المجيدة الثلاثة ، والتي تجسد انتصارا لإرادة العرش والشعب في ملحمة الكفاح الوطني من أجل مغرب مستقل وحر ينعم فيه المغاربة بالاطمئنان والحرية . وأضاف أن هذه الذكرى ستظل معلمة وضاءة في المسيرة المغربية ، ومواصلة انجاز المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة المستدامة وإنجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وفي السياق ذاته، أكد السيد خالد الناصري عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية أن هذه الذكرى تمثل محطة تاريخية لامعة تؤرخ لمرحلة أساسية في تاريخ بنا ء المغرب ، مضيفا ان مسيرة بناء المغرب لا زالت متواصلة من خلال أربعة مداخل تتمثل في الديمقراطية السياسية والوحدة الترابية والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية. من جانبها ، قالت السيدة لطيفة الجبابدي عن اتحاد العمل النسائي، إن هذا المهرجان يخلد للحظة فاصلة في تاريخ الوطن، لحظة تلاحم العرش والشعب من أجل التحرر والانعتاق من الاستعمار، كما يخلد لتاريخ صنعته نساء ورجال هذا الوطن . وأضافت أن هذه الذكرى، تشكل مناسبة لاستحضار أدوار المرأة المغربية المقاومة في صنع تاريخ المغرب، مذكرة في هذا السياق بالتضحيات التي قدمتها المرأة المغربية في المقاومة المسلحة والحركة الوطنية، حيث كانت في قلب المعترك الوطني كصانعة للتاريخ . واعتبرت السيدة الجبابدي ان التاريخ المكتوب والذاكرة الجماعية لم ينصفا المرأة كما هو الحال في العديد من حركات التحرر الوطني، مشيدة في السياق ذاته بحرص المندوبية على اتخاذ العديد من المبادرات لإعادة الاعتبار للنساء المقاومات ولمكانة المرأة في تاريخ المقاومة. وتم خلال هذا اللقاء تكريم عدد من أعضاء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.