أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري أن الاحتفاء بالذكرى ال59 لملحمة ثورة الملك والشعب المجيدة يشكل وقفة تأمل وتدبر لاستحضار السياق التاريخي لهذا الحدث الوطني الكبير الذي جسد أبهى صور التلاحم الوثيق بين العرش العلوي والشعب المغربي . وأبرز السيد الكثيري ٬في كلمة ألقاها خلال مهرجان خطابي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير اليوم السبت بالرباط كان ثمرة الالتزام بالميثاق التاريخي بين العرش والشعب وطلائع الحركة الوطنية ٬ والانتصار لقضايا الوطن ومصالحه العليا وطموحاته لانتزاع حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية. واعتبر تخليد هذه الذكرى فسحة لاستيعاب ما تختزله من دروس وعبر تحث على ترسيخ الروح الوطنية ومواقف المواطنة الايجابية في نفوس الناشئة وتعبئتها في ملاحم إعلاء صروح مغرب الوحدة والحداثة والأوراش الكبرى ومسيرات البناء والنماء تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس الذي لا يدخر جهدا في سبيل الارتقاء بالمغرب في مدارج التقدم والازدهار. وأشار إلى أن ملحمة ثورة الملك والشعب التي اندلعت شرارتها إثر الجريمة النكراء التي اقترفتها سلطات الاحتلال في حق بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس بإبعاده رفقة أسرته الشريفة إلى المنفى في 20 غشت 1953 ٬كانت تجسيدا لأبهى صور التلاحم الوثيق والترابط المتين بين العرش والشعب ٬ حيث عمت موجة من الاستنكار والاستياء كافة أرجاء المملكة ٬ واكتسحت المظاهرات والانتفاضات المدن والقرى والمداشر ٬ وانطلق مسلسل الكفاح المسلح ضد الوجود الاستعماري واستهداف مصالحه الحيوية من طرف الخلايا والمنظمات الفدائية التي أعلنت الحرب على الاحتلال الأجنبي مستعرضا أروع معالم البطولات والتضحيات التي ستظل عالقة بأذهان الأجيال الصاعدة والمقبلة كمعركة الهري بالأطلس المتوسط ومعركة أنوال بالريف٬ ومعركة بوغافر بورززات ٬ ومعركة جبل بادو بالرشيدية ٬ وغيرها من أشكال المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي . وأبرز بالمناسبة أن أسرة المقاومة وجيش التحرير وهي تخلد باعتزاز الذكرى 59 لملحمة ثورة الملك والشعب تجدد ولاءها وإخلاصها للعرش العلوي المجيد وتؤكد تجندها التام تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة دفاعا عن الصحراء المغربية وتثبيت السيادة الوطنية في أقاليمنا الجنوبية المسترجعة ٬ كما تثمن عاليا المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الصحراوية في ظل السيادة الوطنية . ومن جهة أخرى أكد السيد الكثيري حرص المندوبية على الحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية والائتمان على موروثها الحضاري مشيرا الى الجهود التي تبذلها المندوبية للتعريف بتاريخ المقاومة المغربية وأمجادها ومكارمها من خلال تنظيم ندوات علمية ولقاءات وإطلاق تسميات مرتبطة بأعلام المقاومة وجيش التحرير على الساحات والشوارع والمرافق العمومية والمؤسسات التعليمية إضافة إلى خلق فضاءات للذاكرة بعدد من العمالات والأقاليم معززة بوثائق تاريخية ومتاحف تجسد أمجاد ومفاخر النضال البطولي الذي خاضه الشعب المغربي في سبيل الحرية والاستقلال بقيادة العرش العلوي المجيد . وبدورها أبرزت مداخلات كل من رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات للرباط السيد العربي آيت سليمان ورئيس المجلس العلمي المحلي بالرباط ورئيس المجلس الوطني لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير ٬ ورئيس غرفة الصناعة التقليدية ٬ الدلالات العميقة لتخليد هذه الذكرى الوطنية . وتوج هذا اللقاء بتكريم عدد من رجال المقاومة وجيش التحرير عرفانا بما أسدوه من خدمات جليلة وتضحيات جسيمة في سبيل الحرية والاستقلال ٬ كما تم تقديم منح لأبناء المقاومين في إطار تشجيعهم على المبادرة الحرة والتشغيل الذاتي. كما تم ٬في إطار تشجيع البحث العلمي وتحفيز الطلبة على إنجاز بحوث حول النضال السياسي المغربي ٬ توزيع شواهد تقديرية على الطلبة الفائزين بالمراتب الأولى.