أكد السيد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الجمعة بالرباط، أن تخليد الذكرى 57 لثورة الملك والشعب يعتبر محطة تاريخية لاستحضار الدروس والعبر من هذه الذكرى، وتمثل قيمها الوطنية والإنسانية السامية من أجل ترسيخ الروح الوطنية والمواطنة الإيجابية في نفوس الشباب والناشئة. وقال السيد الكثيري، في لقاء تواصلي مع أسرة المقاومة وجيش التحرير، أن هذه الذكرى تشكل محطة تاريخية لتعبئة مختلف الأجيال من أجل إعلاء صروح مغرب الوحدة والحداثة، والأرواش الكبرى، ومسيرات البناء والنماء، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وبعد أن استحضر مختلف المحطات التاريخية لكفاح المغرب من أجل نيل الاستقلال، من خلال ملاحم بطولية جسدت روح الوطنية المغربية وتلاحم العرش العلوي مع الشعب المغربي دفاعا عن عزة الوطن ومقدساته وثوابته، توقف عند دلالات هذه الملحمة الوطنية، والمكانة الوازنة والمتميزة التي تحتلها في سجل تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية. وفي هذا السياق، أوضح أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تسعى جاهدة في سبيل الحفاظ على الذاكرة الوطنية والائتمان على الموروث الحضاري الوطني، وذلك من خلال التعريف بتاريخ المقاومة المغربية وأمجادها، وتكريم أقطابها ورجالاتها عرفانا بما أسدوه من خدمات جليلة وتضحيات جسيمة في سبيل الحرية والاستقلال. وأضاف أن المندوبية تحرص على تنظيم ندوات علمية وأيام دراسية، وإطلاق أسماء أعلام المقاومة وجيش التحرير على الساحات والشوارع والمرافق العمومية وعلى المؤسسات التعليمية والتربوية، بالإضافة إلى فضاءات الذاكرة المفتوحة بالعديد من الأقاليم والعمالات، والتي يتم تعزيزها بمختلف المعروضات لإحداث متاحف تجسد أمجاد ومفاخر النضال الوطني من أجل الاستقلال. واستعرض السيد الكثيري الجهود المبذولة في مجال التوثيق واستنساخ الوثائق التاريخية المتوفرة داخل وخارج الوطن، وتسجيل الشهادات الحية والروايات الشفوية، وتشجيع الدراسات والبحوث الجامعية، وإصدار منشورات تتضمن دراسات وأبحاث وشهادات حول تاريخ المقاومة الوطنية، ونشر مذكرات المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ومواصلة العمل بإعداد أجزاء موسوعة الحركة الوطنية وجيش التحرير. وذكر بالمكاسب التي تحققت لفائدة أسرة المقاومة وجيش التحرير بعد إقرار التغطية الصحية الأساسية والتكميلية التي سيتم تجديد عقدها في السنة المقبلة للرفع من الخدمات الصحية التي يتلقاها حاليا حوالي 47 ألف و650 مستفيدا، فضلا عن صندوق الدعم الاجتماعي المزمع إحداثه لتحسين الأحوال المعيشية لهذه الشريحة من المجتمع. وخلص السيد الكثيري إلى أن المندوبية تسعى إلى استكمال تشكيل هيئاتها التمثيلية، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه بعد انتخاب اللجان المحلية والمجالس الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، سيتم تنصيب المجلس الوطني مستقبلا بعد أن يتم تعيين أعضائه 40 المتبقين وذلك بعد أن تم انتخاب 140 عضوا آخرين. وقد تم خلال هذا اللقاء التواصلي تكريم ستة من صفوة رجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالإقليم ،وذلك بمنحهم تذكارات تقديرا لما أسدوه من خدمات جليلة لوطنهم من أجل الحرية والاستقلال.