قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء اليوم الجمعة في أول خطاب له منذ اندلاع الأزمة الخليجية الراهنة، إن دولة قطر مستعدة للحوار شرط احترام السيادة ودون املاءات. وشدد أمير قطر على أن أي حل للأزمة "يجب أن يقوم على مبدأين، أولهما "احترام سيادة كل دولة وإرادتها"، وثانيهما أن "لا يوضع في صيغة إملاءات من طرف على طرف"، بل أن يعتمد "كتعهدات متبادلة والتزامات مشتركة ملزمة للجميع"، معبرا عن جاهزية قطر "للحوار والتوصل إلى تسويات في القضايا الخلافية كافة". واعتبر أن وجود خلافات بين الأطراف الخليجية بشأن السياسية الخارجية وبعض القضايا، لا ينبغي أن يفسد للود قضية لأن "ثمة أمور مشتركة كثيرة هي الأسباب التي من أجلها أقيمت هذه المنظمة الإقليمية". وأكد أن قطر "تكافح الإرهاب، بلا هوادة ودون حلول وسط" باعتراف دولي، مشيرا الى أنها "تفعل هذا ليس لأنها تريد أن ترضي به أحدا في الشرق أو الغرب، بل لأنها تعتبر الإرهاب، بمعنى الاعتداء على المدنيين الأبرياء لغايات سياسية، جريمة بشعة ضد الإنسانية"، وأيضا "لأنها ترى أن القضايا العربية العادلة تتضرر من الإرهاب، فهو يمس بالعرب والإسلام والمسلمين". وأضاف أنه "آن الأوان لوقف تحميل الشعوب ثمن الخلافات السياسية بين الحكومات"، مشددا على أن "أي حل لهذه الأزمة في المستقبل يجب أن يشمل ترتيبات تضمن عدم العودة إلى هذا الأسلوب الانتقامي في التعامل مع المواطنين الأبرياء عند حدوث خلاف سياسي بين الحكومات". ومن جهة أخرى، اعتبر أمير قطر أن هذه الأزمة "دفعت المجتمع القطري ليس فقط إلى استكشاف قيمه الإنسانية (..) وإنما أيضا إلى استكشاف مكامن قوته في وحدته وإرادته وعزيمته"، وكان "امتحانا أخلاقيا حقيقيا"، حقق فيه المجتمع القطري "نجاحا باهرا"، بإثباته أن "ثمة أصول ومبادئ وأعراف نراعيها حتى في زمن الخلاف والصراع"، داعيا "الجميع إلى الاستمرار على هذا النهج". وعلى صعيد آخر، أكد أن قطر مدعوة لفتح اقتصادها للمبادرات والاستثمار، وللانكباب على انتاج غذائها ودوائها وتنويع مصادر دخلها، وتحقيق استقلالها الاقتصادي "ضمن علاقات ثنائية من التعاون مع الدول الأخرى، في محيطها الجغرافي وفي العالم أجمع، وعلى أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل". كما ثمن أمير قطر عاليا الوساطة الكويتية والمساندة الأمريكية لهذه الوساطة، وكذلك "المواقف البناءة" لكل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأوروبا عموما وروسيا، وأيضا الدور" الهام" الذي اضطلعت به تركيا . وفي ختام خطابه، عبر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، لاسيما في القدس، مستنكرا إغلاق المسجد الأقصى، في ظل الرجاء ب"أن يكون ما تتعرض له القدس حافزا للوحدة والتضامن بدلا من الانقسام".