اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، بجملة مواضيع، منها المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، والعلاقات الإماراتيةالقطرية، وتداعيات إعلان التنظيمات الكردية في شمال سوريا عن قيام (فيدرالية الشمال)، وكذا الإفراج عن أسرى جيبوتيين في إرتيريا، إضافة إلى مواضيع أخرى إقليمية ومحلية. ففي مصر، تطرقت صحيفة (الأهرام) للمؤتمر الدولي الذي اقترحت فرنسا عقده من أجل الدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن فكرة المؤتمر الدولي لم تكن هي الأنسب في المراحل السابقة وبالتالي سوف تشهد نفس السيناريو في المرحلة القادمة. واعتبرت الصحيفة، في مقال لأحد كتابها، أنه لا يوجد مانع من أن تستمر الجهود الفرنسية وغيرها في التحرك مع جميع القوى لإقناعها بفكرة المؤتمر الدولي التي من الواضح أنها تلقى قبولا عربيا ودوليا إلا أنها لابد وأن تصطدم بالمواقف المتشددة من جانب الأطراف الرئيسية التي تمتلك مفاتيح الموقف. وأضافت أنه بالتوازي مع الجهود الفرنسية والدولية لعقد المؤتمر الدولي، يجب أن تكون هناك بدائل أخرى لابد من طرق أبوابها في أقرب وقت ممكن أهمها ضرورة أن تتحرك المجموعة العربية مع الولاياتالمتحدة في محاولة جادة لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بشرطين رئيسيين، الأول بلورة أسس ومرجعيات تفاوض واضحة، والثاني سقف زمني محدد لنهاية عملية التفاوض. وفي الشأن المحلي، كتبت صحيفة (الجمهورية)، في افتتاحيتها بعنوان "جيش بطل.. يحمي الحدود وينمي الوطن"، عن مناورة "ذات الصواري" البحرية، التي أجراها خلال هذا الأسبوع الجيش المصري، مشيرة إلى أن هذه المناورة "تؤكد قدرة القوات المسلحة على تأمين السواحل المصرية وحمايتها من أي عدوان". ونقلت عن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تأكيده أن فعاليات المناورة "أبرزت الكفاءة القتالية والأداء الراقي والقدرة على الردع ومواجهة أي عدوان". على صعيد آخر، أشارت صحيفة (الوفد) إلى البرنامج الحكومي المرتقب عرضه قريبا أمام البرلمان، مؤكدة في افتتاحيتها أنه "كان جديرا بحكومة تتولى إدارة شؤون الدولة في المرحلة الدقيقة الراهنة، أن تسعى إلى تسويق برنامجها عبر الأحزاب والقوى السياسية المختلفة". وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن شيئا من ذلك لا يمكن أن يتحقق من خلال لقاءات عابرة مع بعض نواب البرلمان، قبل عرض البرنامج الحكومي على البرلمان بأيام معدودة، مشيرة إلى أن الأمر على هذا النحو "لا يتيح حوارا موضوعيا جادا قدر ما هو محاولات لكسب ود نواب البرلمان لأغراض بعينها لا تتعلق بالرغبة في الاستفادة من رؤى ومبادرات الأحزاب والقوى السياسية". وفي قطر ، أشادت الصحف بنجاح الوساطة القطرية أمس الجمعة في الإفراج عن مجموعة من الأسرى الجيبوتيين في إرتيريا بعد أن قضوا 8 سنوات في الأسر، إذ اعتبرت صحيفة (الراية) أن ذلك "يشكل نجاحا جديدا للدبلوماسية القطرية التي استطاعت أن تكسب ثقة الجميع، وأصبحت تلعب دورا مهما في حل الأزمات والتوسط بين الفرقاء والدول". إن الوساطة القطرية في الإفراج عن الأسرى الجيبوتيين، تضيف الصحيفة في افتتاحيتها ، جاءت "انطلاقا من إيمان دولة قطر الراسخ بضرورة حل النزاعات الإقليمية والدولية بالطøرق السلمية "، معربة عن الأمل في أن يكون نجاح هذه الوساطة "خطوة في مسيرة تسوية باقي الخلافات بين جمهورية جيبوتي ودولة إرتريا". بدورها، أكدت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن "الوساطة القطرية الناجحة والمساعي الكريمة" لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، مع كل من الرئيس أسياس أفورقي، رئيس دولة إرتريا ، والرئيس إسماعيل عمر جيله، رئيس جمهورية جيبوتي ، والتي أسفرت عن الإفراج عن الأسرى الجيبوتيين في دولة إرتريا "تأتي انطلاقا من إيمان دولة قطر الراسخ بضرورة حل النزاعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية. " وأضافت الصحيفة أن النجاح الجديد للوساطة القطرية بين جيبوتي وإرتريا "جاء ليضيف حلقة أخرى من حلقات النجاح في المسار الدبلوماسي الذي تقوده قطر لإنهاء النزاع الحدودي بين البلدين الجارين بصبر وحكمة منذ أكثر من ست سنوات ". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن القمة التي جمعت سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية والشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير دولة قطر، تعبر "عن علاقات استراتيجية تأسست بين الأشقاء في دول الخليج، على مدى التاريخ، مثلما تعبر عن فرادة في العلاقات بين الإماراتوقطر أيضا". وأبرزت الصحيفة أن العلاقات بين الإماراتوقطر، تتجاوز تعبيرات المصالح، لأن المصالح المشتركة هنا، تأتي نتاجا طبيعيا، لعلاقات تأسست تاريخيا على فهم واحد ومشترك للمنطقة، ولحياة شعوبها، مضيفة أن هذه القمة تعبر في هذا التوقيت بالذات عن رؤية فذة، أمام الملفات المشتركة التي يتبناها البلدان، من حيث موقفهما من الإرهاب وأمن المنطقة وبقية القضايا. ومن جانبها، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن التنظيمات الكردية في شمال سوريا استعجلت الكشف عن نواياها بالإعلان عن (فيدرالية الشمال)، بما لا يتوافق مع توجهاتها التي كانت أعلنت عنها في ذروة الأزمة السورية، وفي أثناء معاركها ضد (داعش) وتمكنها من تحرير أجزاء واسعة من الشمال السوري المحاذي للحدود التركية من قبضة الإرهاب. واعتبرت أنه إذا كانت هذه الخطوة تعبيرا عن استغلال فرصة غياب الدولة وضعفها لوضع أحلام الانفصال موضع التطبيق العملي، فهذا أمر خطر ستكون له تداعيات غير محمودة العواقب، ويعتبر استباقا لنتائج مفاوضات بدأت في جنيف من المفترض أن تحدد شكل النظام المقبل في سوريا، أكان اتحاديا أم لا مركزيا، أم الإبقاء على شكل النظام القائم مع لا مركزية إدارية موسعة. وشددت الافتتاحية على أن أية خطوة من جانب أي مكون سوري بالانفصال، وبأي شكل، وتحت أي مسمى في هذه الظروف، تعني فتح الأبواب أمام مخططات التقسيم والتفتيت التي تهدد، ليس سوريا فحسب، إنما كل المنطقة العربية، وتعني أيضا فتح أبواب جهنم أمام حروب كارثية لا يعرف إلا الله مداها، تختلط فيها الدينية بالمذهبية بالإثنية، تحقيقا لمخططات تقسيمية كثر الحديث عنها في السنوات الأخيرة. وخلصت الصحيفة إلى أن خطوة ناقصة وغير مدروسة في حالة غضب قد تثير مخاوف ونقمة كل دول الجوار، خصوصا تركيا التي تتربص بالأكراد الدوائر، كما تثير عاصفة إقليمية هوجاء. وفي البحرين، أبرزت صحيفة (الوطن) الحاجة اليوم إلى خطابات دينية تنويرية وليست تضليلية، وإلى "لجم كل الأفواه التي تسرق شبابنا من بيوتهم ومن مقاعد دراستهم، لتزجهم في معارك إرهابية تطحنهم فيها طحنا"، موضحة أن الخطاب الديني هو الذي يحدد مسار عملية توجيه شريحة الشباب نحو البناء أو نحو الهدم. وشددت الصحيفة على أنه يتوجب أن تضع كل الدول العربية والإسلامية ومنظمات المجتمع الديني والمدني حدا لمهزلة الخطاب المتطرف الذي لا علاقة له بالدين ولا بالإنسانية، و"تقديم كل من ينتج هذا الخطاب الكريه للمحكمة العادلة التي تحفظ ما تبقى من وجودنا وكرامتنا بين كل الأمم"، مضيفة أنه "حتى نحفظ شبابنا من المنزلقات الفكرية، يجب أن يصدح الخطاب الرشيد بصوته عاليا ومعتليا آفاق الظلام الذي كرسه رجال التحريض والكراهية". وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة (الأيام) إن دول الخليج أدركت "مدى (حزب الله) على لبنان وسورية وبقية الدول العربية والخليجية، بأعماله التخريبية والعدوانية، ولذلك قررت بالإجماع تصنيفه "منظمة إرهابية" وملاحقة أذرعه الإعلامية، مشيرة إلى أن هذا القرار يشكل "البداية الصحيحة لتحجيم سلاح (حزب الله)، وإضعاف دوره، وحماية لبنان من مصير بائس على يد هذا الحزب التابع لنظام ولي الفقيه (..)". واعتبرت الصحيفة أن "لبنان اليوم في محنة عظيمة، وعلى العرب والخليجيين إنقاذه وفكه من أسر (حزب الله) وسلاحه الذي انقلب على المجتمع اللبناني والمجتمعات العربية"، مستطردة أنه على اللبنانيين أن يتحركوا ويحرروا لبنان من هذا السلاح أولا، كما أنه على الجيش اللبناني واجب وطني كبير، أن يتحرر من نفوذ هذا الحزب، متسائلة "إلى متى يستمر لبنان تحت وصاية (حزب الله) وسلاحه المتحكم في مقدرات لبنان، والمعطل للنمو الاقتصادي، والطارد للسياحة والاستثمار¿ وإلى متى تستمر إرادة فصيل طائفي فوق إرادة الدولة والمجتمع!"