ولد مؤسس شركة سيمنس قبل 200 عام، آنذاك لم يكن للسيارات الشبكية أو الروبوتات الصناعية وجود. إلا أن هذه الشركة كانت دائماً في مقدمة رواد الاكتشافات التكنولوجية. طور فيرنر سيمنس اكتشاف مؤشر البرق الكهربائي خلال عامي 1846 و1847. وقد شكل هذا الاختراع حجر الأساس لشركة (Telegraphen-Bauanstalt von Siemens & Halske) التي أنشأها بالتعاون مع المهندس يوهان جورج هالسكي ببرلين، أكتوبر/ تشرين الأول1847. بوجود عشرة حرفيين لبناء الأجهزة في ورشة برلين. حققت الورشة نجاحاً ملحوظاً خلال العقود اللاحقة، إذ تحولت إلى شركة ذات إنتاج قياسي ضخم، كما أنشأت المحركات البخارية وطورت المولد. كما لحق ذلك العديد من الابتكارات كالمصباح القوسي واختراعات في مجال هندسة الطاقة. نفذت شركة سيمنس العديد من المشاريع الطموحة، رغم فشل أول محاولة لوضع كابل تلغراف عبر البحر المتوسط في عام 1864 الذي تسبب بخسائر فادحة، غير أن الأخوة سمنس، فيرنر ووليام وكارل، نجحوا بربط أوروبا مع أميركا الشمالية بواسطة التلغراف مستخدمين سفينة كابلات اختصاصية (Faraday) في 1874-1875. وبذلك كانت الكابل الأول من ضمن ال 16 آخرين في المحيط الأطلسي. في عام 1879، قام سيمنس وهالسكي بتجربة أول قطار كهربائي على مسار اختبار دائري بطول 300 متراً. وُضع في الخدمة النظامية في عام 1881 في ليشترفيلد ببرلين حيث استمروا بتطوير أعمالهم. عُرف فيرنر سيمنس بنزاهته ونبله من خلال المبادرات الاجتماعية التي قام بها. إذ وضع نظام التأمين الاجتماعي لشركته وذلك بدفع معاشات للأرامل والأيتام والمتقاعدين. غادر فيرنر شركته رسمياً في عام 1890 وتوفي بعد ذلك بسنتين إثر إصابته بالتهاب رئوي عن عمر يناهز 75 عاما. نمو وازدهار الشركة بشكل كبير سمح بتوسعها، فاشترت منطقة شبه مهجورة بشمال ما كان يعرف حدود برلين عام 1897، حيث أصبحت مركزاً للأعمال، وتم تأسيس منشآت سكنية ومعامل. وفي حلول عام 1914 ظهرت منطقة جديدة (Siemenssstadt) أومدينة سيمنس. تحسباً لتقدم الجيش الأحمر (السوفيتي) إلى برلين، انتقلت أقسام من الشركة إلى ميونيخ، مولهايم، وهوف في شباط/ فبراير 1945. وفي أعقاب الحصار السوفييتي لبرلين، نُقل مقر الشركة كلياً إلى ميونيخ بينما بقي موقع برلين الغربي ثانوياً. دمجت Siemens & Halske مع الشركات الشقيقة الأخرى لتشكل Siemens AG في أكتوبر/ تشرين الأول 1966. المحركات التوربينية، أنظمة التشغيل الآلي، السكك الحديدية، محطات توليد الطاقة، أنظمة الإتصالات الخاصة، التكنولوجيا الطبية، آلات الغسيل، والكثير أيضاً. في أوائل ثمانينات القرن الماضي، انتشرت معامل سيمنس في 37 دولة مختلفة، وبعد 10 أعوام أصبح ثلثي المبيعات خارج ألمانيا. أُعتبرت فضيحة الرشوة والفساد في شركة سيمنس، التي ظهرت بين عامي 2006 و2008 الأكبر في تاريخ ألمانيا الصناعي. وقُدر حجم هذه الفضيحة ب1.3 مليار يورو دُفعت لضمان عقود أجنية. فُصل العديد من المتورطين بهذه الفضيحة بالإضافة إلى استبدال الإدارة العليا للشركة. دفعت محطة السكك الحديدية الرئيسية في ألمانيا (DB) أكثر من 6 مليار يورو لبناء أسطول قطارات فائقة السرعة جديد، ويعتبر هذا العقد الأكبر في تاريخ الشركة. كما دفعت مصر مبلغاً يساويه لبناء أكبر محطة توليد كهرباء تعمل بالغاز في العالم. كانت الشركة تأمل باستلام الشركة الفرنسية المنافسة (Alstom)، ولكنها اختارت عوضاً عن ذلك الشراكة في شركة (General Electric) ومقرها الولاياتالمتحدة. هيلكه فيشر/ ريم ضوا.