من منظور غيور و متتبع للأخبار العربية والإسلامية فقط و ليس من محلل سياسي ، فقد أن أكون صائبا في تحليلي المتواضع هذا و قد أكون مخطئا و بعيدا عن الصواب و الحقائق التي تتغير وبشكل سريع نحو الرجوع إلى الوراء في البلدان التي وقع فيها ما سمي بالربيع العربي . حتى لا أطيل و باختصار شديد الجميع يعرف كيف بدأت الثورات العربية وفي كل البلدان التي هبت عليها رياح هذا الربيع ، لكن للأٍسف الشديد لم يتم نجاح كل هذه الثورات بما فيها ثروة تونس التي وصلت حتى انتخاب البرلمان والرئيس ، فبعودة أعضاء من النظام السابق في جسم حزب جديد " نداء تونس " لكنه قديم بأعضائه كان المفهوم من هذا أن أغلب التونسيين ضحوا بثورتهم خوفا من نظام جديد معالمه ليست معروفة ، خاصة أنهم عاشوا و تعايشوا مع العلمانية منذ استقلال البلاد . و بهذه الانتخابات الأخيرة التي جرت الأحد المنصرم في اختيار رئيس تونس كانت هي المسمار الأخير في نعش الربيع العربي . الغرب حين شاهد أن الثورة نجحت إلى حد ما في مصر ، توقف عن مساعدة ثوار سورية و حوّل اتجاهه 180 درجة و شرع في التسويف والتأخير وكثرة المؤتمرات حتى شتت شمل الثوار و جعلهم بين ناريين ، نار النظام ونار داعش ، كل هذا خوفا مما وصلت إليه مصر بانتخاب رئيس إخواني ، والذي فتح معبر رفح من الاتجاهين فتحا دائما ، هذا أزعج الحليف الرئيس إسرائيل ، لذا لا يمكن بالسماح لدولة أخرى أن تقوم على نظام إخواني في المنطقة ، سيكون الخطر الداهم على الحبيب الأول إسرائيل أكبر مما هو عليه . اليمن لم ينجو من الرسوب في المحنة العرقية شمال – جنوب فلحد الآن ما زالت العصبية محتكرة المشهد ، ولا أظن أن الغرب ليس له يد في ما يجري هناك ، فجواسيسهم تقوم بأعمال لا نعرفها سوى في أفلامهم ، قد يطيحون برئيس ويضعون الآخر و نحن في غفلة وسباة و نبارك ما يفعلون بمستقبلنا من أجل التقرب إليهم فقط . مصر .......و قع الانقلاب وقالوا ثورة .....برّؤوا الذئب ......و حكموا بالإعدام على الشاة ......قتل و سجن لرافضي حكم العسكر ...براءة و ترقية للقاتل من الشرطة و العسكر.. .مباركة من أوروبا و أمريكا بتحفظ محتشم على عدد القتلى في المظاهرات وحالات التعذيب في السجون المصرية حتى لا تتنافى مع ما أعدته من قوانين لحقوق الانسان ، وبهذا و جد الرئيس المصري العسكري نفسه محميا من الغرب فدمر كيلومترات من بيوت الفقراء على الشريط الحدودي مع غزة حتى يحمي إسرائيل من حماس ، وقد قالها صراحة في مؤتمر صحفي . ليبيا بدأت مشوارها بتعثر ولكنها كانت ماضية قدما و في الاتجاه الصحيح ، غير أن بتغير النظام في مصر ، انقلبت الأوضاع وصار اللواء خليفة حفتر و الذي انشق عن القدافي منذ عشرين عاما ، و عاش خارج ليبيا ثم عاد إليها عند الثورة ، و بعد نجاحها تقلد أمر جيشها ، لكن الميلشيات التي قامت بالتخلص من حكم القدافي وجدت نفسها خارج اللعبة السياسية فاندلعت الحرب بين حفتر و الجيش الجديد و بقي السياسيون منقسمون منهم مع حفتر والآخر مع الميلشيات ، و مشكل ليبيا عميق جدا لم أتوصل لفهمه لما فيه من تداخلات و كثرة المؤتمرات واللجان و حتى البرلمانات ، ليبيا صعبة للفهم هكذا تركها القدافي فهل سيستفيق القادة الجدد و يغيرون ما بأنفسهم و يعملون لصالح شعبهم ؟ فائدة الغرب من كل هذا ، أنها وجدت موقعا خصبا لترويج أسلحتها و قتل شعوب من أجل شعوبها ، حتى يبقى الغذاء متوفرا لأبنائها و مصانع الأسلحة تعمل برجالاتها ، لا تخوف من غلق معامل الأسلحة وتشريد الآلاف من مناصب أعمالهم ، ارتياح تام ، الغرب و الأب سام راض عليكم أيها العرب ..عفوا حكام العرب . الجزيرة ..قناة الجزيرة نفسها وقع فيها انقلاب بعد مؤتمر مجلس التعاون الخليجي الأخير الذ وقع فيه شبه صلح بين قطر من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى ، ثم اقترحت السعودية توطيد العلاقة بين قطر ومصر و وافق الجانبان على المقترح ،مباشرة بعد ذلك ألغت الجزيرة إلغاء شبه تام لنقل ما يجري في مدن مصر من تظاهرات رافضة للانقلاب ، كما لم تعد تنقل ما يجري بمحاكمها من أحكام بالإعدام أو المؤبد على رافضي حكم العسكر حتى أنها أعلنت مؤخرا توقيف بث" الجزيرة مباشر مصر" نهائيا وأنها استبدلته "بالجزيرة مباشر العامة ".. تغير مفاجئ لكن حال واقعنا نحن العرب هكذا ..فأقترح على مسؤولي الجزيرة أن يغيروا شعارهم اللافت للنظر : " الرأي والرأي الآخر " كذلك. كل ما سلف ذكره أعطاني نتيجة واحدة ، أن الربيع العربي أُقبر يوم الأحد الماضي 21 ديسمبر 2014 إقبارا نهائيا في نفس البلد الذي ولد فيه ، تونس الحبيبة ، فعظم الله أجركم أيها العرب في ربيعكم و رحم الله الآلاف من شهداء ثوراتكم ، وأعانكم الله على إعمار ما هدمته أيديكم ، ولا تنسوا حق الغرب في أموالكم عند انتهائكم من تخريب بلدانكم وتجويع شعوبكم و أعطوا مقاولاته الأولوية في التعمير و التشييد لما أنتم عازمون على تهديمه و تدميره ربما في خريفكم أو صيفكم ...