بعد أزيد من سنتين على اندلاع ثورات الربيع العربي، كشف استطلاع للرأي استهدف كلا من مصر وتونس وليبيا واليمن، تأكيدا على أولوية الإسلام في تشكيل الهوية وعلى أهمية الشريعة في النظام التشريعي، ورفضا لتدخل العسكر في الحياة السياسية، وتفاؤلا بتحقيق أهداف الثورات رغم التحديات والمخاطر القائمة. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي شمل حوالي 8045 شاب وشابة من الدول الأربعة التي أسقط ثوارها الحكام المستبدين، أن أغلبية الشباب في كل من تونس وليبيا واليمن يرون أن انتمائهم للإسلام يسبق انتمائهم الوطني والقومي، حيث اختار جل المستجوبين في تونس وليبيا واليمن عبارة «مسلم» كخيار أول بنسب عالية، باستثناء مصر حيث أجاب 61.6 في المائة بأنهم مصريون أولا، فيما قال 35.2 في المائة أنهم مسلمون أولا، بينما لم يحظ الانتماء العربي إلا على نسبة 1.7 في المائة. وأبرزت النتائج أن الجميع يوافق على أن تكون الشريعة هي المصدر الأساسي للتشريع، وجاءت النسبة العالية للتأييد في ليبيا بنحو 93 في المائة تلتها اليمن ب89.3 في المائة، ثم تونس بحوالي 64 في المائة، ثم مصر بنحو 56.5 في المائة. الاستطلاع الذي أعدته شركة «سيغما كونساي» لفائدة مركز الجزيرة للدراسات بقطر، لفت إلى أن أغلبية شباب دول الربيع العربي تؤيد قيام دولة مدنية بعيدة عن حكم المؤسسة العسكرية، وأبدت رغبتها في أن تظل المؤسسة العسكرية بعيدة عن السياسة، وجاءت النسبة الأعلى المؤيدة لإبعاد الجيش عن الحياة السياسية في اليمن بنحو 84 في المائة، تلتها ليبيا ب 82.5 في المائة ثم مصر ب 72.3 في المائة وتونس ب 69.2 في المائة. وعن المخاطر التي تهدد بلدان الربيع العربي؛ أجمع المستجوبون بنسب عالية على أن البطالة هي أبرز تلك المخاطر وأن الوضع الأمني والوضع الاقتصادي يأتيان في مقدمة التحديات التي تواجه الثورات العربية. وعلى الرغم من تقييمهم السلبي لوتيرة التغيير في المرحلة الانتقالية وعدم رضاهم على ما تحقق في مجالات كثيرة أبرزها الاقتصاد والخدمات والعدالة الاجتماعية، إلا أن أغلب الشباب -حسب الاستطلاع- أعرب عن تفاؤله بالمستقبل وبأن هذه الثورات سوف تحقق أهدافها. ورغم التباينات التي كشف عنها الاستطلاع في تقييم الثوراتهم ومدى تحقيق أهدافها، إلا أن هناك تفاؤلا بمستقبل الثورة غلب على أجوبة الشباب في كل من ليبيا واليمن وتونس، ففي ليبيا عبر حوالي 78 في المائة من الشباب أن بلدهم سيكون أفضل في المستقبل، وفي اليمن أكد نحو 48 في المائة نفس الرأي، أما في تونس فتنخفض نسبة المتفائلين إلى نحو ثلث المستجوبين ولكنها تظل الغالبة مقارنة بمن يرون عكس ذلك، وفي مصر التي تعيش حاليا تحت حكم العسكر بعد الانقلاب على شرعية الرئيس محمد مرسي جاءت النتيجة مختلفة حيث اعتبر أزيد من ثلث المستجوبين (34.6 في المائة) أن وضع البلاد سيكون بحال أسوأ في المستقبل مقابل 16.2في المائة فقط اعتبروا أنه سيكون أفضل.