على بعد كيلومترات قليلة من الدارالبيضاء، توجد مزرعة متخصصة في فلاحة "البيو" بمنطقة بوعزة الساحلية، يقصدها العديد من البيضاويين الذين يفضلون منتجات طازجة وصحية. الضيعة تفوق مساحتها 6 هكتارات ويشتغل فيها 6 عمال. يشرف على هذه الضيعة الفلاح "عبد الله لالي" الذي راكم تجربة طويلة في هذا المجال تفوق 13 سنة، وكان عضوا منذ 2005 في جمعية الأرض والإنسانية بالمغرب، التي تنجز ضيعة بيداغوجية للنهوض بالتقنيات الخاصة بالفلاحة الإيكولوجية والمستدامة. يقول القلاح عبد الله لالي، أن فلاحته الطبيعية ظلت نشيطة رغم حالة الطوارئ الصحية التي فرضتها السلطات العمومية كإجراء احترازي للحد من تفشي جائحة كوفيد 19، موضحا أنه ظل يستجيب لطلبيات زبنائه المتزايدة طيلة فترة الحجر الصحي، إذ ينقل عبر سيارته الخاصة هذه الطلبيات إلى منازل المستهلكين في إطار التقيد بإجراءات التباعد الجسدي، واحترام مسافة الأمان، والتعقيم. وقال إنه لم يتضرر خلال هذه الفترة الصعبة التي عاشتها عدة قطاعات إنتاجية أخرى، مضيفا أن فلاحة "البيو" هي المستقبل، وأن المستهلك المغربي صار يعي أهمية هذه المنتجات الطبيعية والخالية من أي مواد مصنعة. ولم تتضرر الفلاحة البيولوجية عموما خلال مدة الحجر الصحي، بل ارتفع الاقبال عليها باعتبارها تعتمد أساسا على المواد الطبيعية المغذية لمناعة المستهلك، خصوصا في هذه الفترة التي ينتشر فيها فيروس كورونا المستجد في العالم، وضمنه المغرب، والذي أظهرت الدراسة العلمية أنه يصيب أكثر الأشخاص دون مناعة طبيعية وقوية. وأضاف المتحدث ذاته، أن الفلاحة الإيكولوجية سليمة وتحترم البيئة والإنسان، مطالبا الجهات المختصة بتقديم الدعم للمتعاطين إلى هذا النوع من الفلاحة، من أجل مساعدتهم على تسويق منتجاتهم، ليس فقط على المستوى المحلي، بل أيضا على المستويين الوطني والدولي.