قامت جمعية الأرض والانسانية بالمغرب، أمس الأربعاء بإقليم الرحامنة، بافتتاح ضيعة بيداغوجية للنهوض بالتقنيات الخاصة بالفلاحة الإيكولوجية والمستدامة، وهو مشروع يحمل اسم " ملتقى المبادرات والتطبيقات الفلاحية والإيكولوجية". وقد تم تشييد هذا الموقع، المتواجد بدوار سكورة بجماعة سيدي بوبكر باقليم الرحامنة، بمواد محلية، المعتمدة على التربة والأحجار، والمتوفرة على صهاريج لجمع مياه الأمطار لسقي الحديقة التي تعتبر واحة صغيرة داخل منطقة قاحلة. وشكل افتتاح هذا الموقع الجديد المخصص للفلاحة الإيكولوجية، مناسبة بالنسبة للجمعية للاحتفاء بعشر سنوات من إحداثها بالمغرب، وذلك بحضور أحد مؤسسيها السيد بيير رابحي، المختص في الفلاحة الإيكولوجية، والذائع الصيت على الصعيد الدولي، الملهم والمدافع عن القيم المرتبطة بالزراعة الإيكولوجية. وأشار السيد رابحي الى أن الفلاحة الإيكولوجية، المعترف بها من قبل الأممالمتحدة كحل للمشاكل البيئية والتنمية المستدامة، تعد فلاحة سليمة تحترم البيئة والإنسان، والتي تثمن المزارعين والمزارعات وتمكنهم من التأقلم مع التحديات الحالية، خاصة التغيرات المناخية وتدهور الموارد الطبيعية كالماء والتربة. وأوضح أن الفلاحة الإيكولوجية لا تستعمل الأسمدة ولا المبيدات الكيماوية الملوثة، بل تعمل على المحافظة على جودة المياه وخصوبة التربة، وتمكن أيضا من التخصيب والإحياء البيولوجي للتربة وتساعد على التنوع البيولوجي ومحاربة التصحر. وقال إن الفلاحة الإيكولوجية تعتبر أكثر من زراعة بديلة عادية، وأنها مرتبطة ببعد أعمق يشمل احترام الحياة ويضع الانسان أمام مسؤوليته تجاه كل ما هو حي. ومن جهة أخرى، أكد بعض المتطوعين أنه خلال 10 سنوات من تواجدها، واظبت جمعية "الأرض والإنسانية بالمغرب" على العمل على تحسيس وتكوين النساء والرجال والشباب بالمناطق القروية، وتلك المحيطة بالمناطق الحضرية، التي تعاني من الهشاشة، مؤكدين أن الجمعية قامت بتكوين ثلاثة أفواج من المنشطين في مجال الفلاحة الإيكولوجية الذين يسعون بدورهم الى نشر هذه الثقافة لدى المزارعين والمزارعات عبر جهات المملكة. كما قامت الجمعية بتنمية مشاريع في الفلاحة الحضرية على غرار المشروع الرائد للمزرعة البيداغوجية بدار بوعزة ( الدارالبيضاء) المتميزة بتنوعه البيولوجي في خدمة المستهلكين، فضلا عن كون الجمعية تواكب النساء القرويات من مختلف الجهات في إطار مشروع "النساء المزارعات" الذي يروم ضمان الاكتفاء الذاتي الغذائي، والمحافظة على البذور المحلية.