مهرجان الواحة السنوي بسكورة– ورزازات للتعريف بالمنطقة ومؤهلاتها الطبيعية والاقتصادية والسياحية فرصة للجمعيات المحلية والتعاونيات لتعزيز حظوظها في التسويق وتحسين الجودة أسدل الستار مؤخرا، عن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان «الواحة» بإقليمورزازات، المنظم من طرف الجماعة القروية لسكورة، بتنسيق مع النسيج الجمعوي لسكورة، وشراكة مع المجلس الإقليمي للسياحة، والمجلس لإقليميلورزازات، وبدعم من وزارة الثقافة، تحت شعار «التراث المحلي في خدمة التنمية المستدامة». و بانتهائه ابتدأت حلقة جديدة من ورش التعريف بمؤهلات المنطقة السياحية والطبيعية و دعم تنافسية منتوجاتها التقليدية والمحلية وفتح أفاق جديدة للتسويق الوطني والدولي للسياحة الصحراوية والايكولوجية بالمنطقة . حضور رسمي وازن و ضيوف فوق العادة حفل افتتاح هذه الدورة كان قد أعطى انطلاقته الكاتب العام لعمالة إقليمورزازات وتميز بحضور محمد المدناوي الفيلالي القنصل الشرفي للمملكة بالغابون وابن منطقة سكورة البار رفقة وفد هام من رؤساء و منتخبي الجماعات الترابية بالإقليم، ورؤساء المصالح الخارجية إضافة إلى ممثلي عن السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني وشخصيات مدنية و سكرية عديدة. وقد امتاز حفل الافتتاح بزيارة الوفد الرسمي لمعرض المنتوجات المحلية النسوية من زرابي و نسيج و طرز وزيت الزيتون و تمور و جبن الماعز و منتجات الصناعة التقليدية كالحصير والقلال والسلال، وغير ذلك مما تزخر به واحة سكور الفيحاء، بعد ذلك توجه الوفد الرسمي لمنصة المهرجان حيث أعطيت انطلاقة المهرجان الرسمية بكلمة لمختار خاليف»رئيس المجلس الجماعي للجماعة القروية سكورة أهل الوسط، نيابة عن منتخبي المجلس و باسم الساكنة التي تتوق خيرا من المهرجان وعبر عن أمل الساكنة المحلية في أن يشكل هذا المهرجان انطلاقة و إقلاعا حقيقيا يفتح أفاق التنمية المستدامة بالمنطقة والتنمية السياحية، بالخصوص، واعتبر خاليف أن مهرجان واحة سكورة وسيلة يتوخى منها التعريف بما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية واقتصادية وسياحية وتراثية مهمة كما يسعى لمنح الجمعيات المحلية والتعاونيات فرصة لتعزيز حظوظها في التسويق وتحسين الجودة، منوها بالمشاركة المتميزة بهذه التظاهرة لأزيد من 40 جمعية و تعاونية، أما بعكريم محمد رئيس النسيج الجمعوي فقد أكد في كلمته بالمناسبة على أن الدورة الأولى لمهرجان واحة سكورة عرفت نجاحا كبيرا وإقبالا ملحوظا من طرف الساكنة والزوار متمنيا أن تحقق هذه النسخة نجاحا أكبر و أحسن من سابقتها كما شكر وزارة الثقافة و المجلس الإقليمي للسياحة و المجلس الإقليميلورزازات وكل المستشهرين والداعمين و المتعاونين مع إدارة المهرجان كما أكد على أن المهرجان يهدف إلى التعريف بالتراث والموروث الثقافي المادي و اللامادي للمنطقة المتأصل بقوة في واحة سكورة، و أضاف أن هذه هي الغاية من تنظيم المهرجان . تحريض على المقاطعة وخطبة لتكفير المنظمين والمشاركين بمجرد الإعلان عن تنظيم المهرجان من طرف المجلس الجماعي لسكورة، انبرت مجموعة من القوى الخفية لتعبئة مختلف الجمعيات النسوية والتعاونيات المحلية على مقاطعة المهرجان بدعوى غياب الأمن و إمكانية تعرض العارضين و العارضات للسرقة وتهجمات المخمورين و المتسكعين، بل و دفعت بهم إلى جمع توقيعات أخرى للحث على المقاطعة و توزيع عرائض في الموضوع، وهو الشيء الذي تم دحره بعد أن اجتمعت إدارة المهرجان و رئيس جماعة سكورة بالجمعيات و التعاونيات المعنية مبددة كل المخاوف بهذا الشأن مشيرة أن حوالي المائتين من رجال الأمن والدرك والقوات المساعدة ستؤمن الأمن لزوار و منظمي المهرجان على مدى الأيام الثلاثة بلا استثناء . بعد ذلك، وخلال خطبة الجمعة ليوم الافتتاح، عاينت مصادر بيان اليوم بالمنطقة تخصيص إمام مسجد مركز سكورة المحاذي لمنصة المهرجان، الخطبة بكاملها للحديث عن الإسراف والتبذير في المال الخاص والمال العام، حيث ذكر إمام المسجد بأن الإسلام يدعو إلى عدم التبذير والإسراف في المال الخاص، فما بالك بالمال العام وربط الإمام في ذات الخطبة بين عمليات الإصلاح الجارية بالمسجد ذاته و كيف أن المسؤولين المحليين يتمنعون عن المساعدة في بناء و ترميم بيوت الله في الوقت الذي «يخوضون» فيه في المال العام بكل سخاء لتشجيع «الحفلات الصاخبة « و»العري» والغناء الماجن « بلا حسيب ولا رقيب. جواب المنظمين كان في إنجاح المهرجان بشكل باهر في الوقت الذي فشلت فيه دعوات المقاطعة و تكفير المنظمين و المشاركين، وكذلك في تقديم صورة واضحة عن المنطقة ورغبة أبنائها في تنميتها، وأن لاشيء سيقف في وجه ذلك . تنظيم محكم وحضور أمني مكثف وإجراءات محافظة المسؤلون عن التنظيم خصصوا لجانا وظيفية عديدة لتنظيم المعرض والمنصة على السواء، و قد برزت بعض المشاكل بين الحين والآخر، نتيجة الحضور الجماهيري الكبير وغير المسبوق ونتيجة التوافد الكثيف لمدعوين، غير منتظرين من خارج المنطقة، لكن رغم ذلك تميز التنظيم على العموم بنوع من الاحترافية والمرونة في نفس الوقت، الجانب الأمني أيضا كان على المحك خصوصا و أنه لأول مرة ينظم فيها حفل بهذا المستوى بالمنطقة يرقى لمستوى العالمية الشيء الذي أبرز نوعا من التداخل بين الأمني والتنظيمي في العديد من المواقف التي تم حلها بسلاسة . و من الأمور التي استحسنتها النساء القادمات بكثافة من وسط واحة سكورة هو تخصيص منطقة خاصة بالنساء و أخرى للرجال الشيء الذي مكن أولئك النسوة اللواتي يصطحبن عادة أبنائهن الصغار من إيجاد موقع للفرجة بين الآلاف الحاضرين بسرعة لهن ولصغارهن، كما استحسن الجمهور كثيرا احترام أوقات الأذان و الصلاة وتوقيف الأجهزة الصوتية في كل مرة يهم فيها المؤذن بإقامة الأذان و الصلاة لمدد تتجاوز النصف ساعة أثناء صلوات العصر والمغرب والعشاء في احترام تام لقدسية هذه الشعائر خصوصا و المنصة لا تبعد عن المسجد سوى بحوالي الخمسين مترا فقط .هذه الإجراءات لقيت استحسانا لدى الحاضرين بحكم التقاليد المحلية المحافظة التي تتميز بها المنطقة . تغطية إعلامية كبيرة و حضور جماهيري غير مسبوق العديد من المنابر الإعلامية المرئية، والمسموعة والمكتوبة ومواقع الانترنت كانت حاضرة بالمهرجان منها ما هو وطني و منها ما هو دولي، فالي جانب بيان اليوم كانت قنوات الدوزيم والامازيغية وميدي أن تيفي و رويترز وإذاعة صوت ورزازات الالكترونية وجرائد وطنية و مواقع كثيرة للصحافة الالكترونية نذكر منها الوسيط بريس و أخبار الجنوب وورزازات أون لاين و لومكون و انفو دادس و غيرها، وقد خصت إدارة المهرجان خلال اليوم الأول وسائل الإعلام الحاضرة بندوة صحفية تقديمية بمدينة ورزازات قدمت فيها الخطوط العريضة لبرنامج المهرجان و أبرزت أهم أهدافه المتمثلة في التعريف بالموروث الثقافي والتراثي والمعماري للمنطقة، وإبراز المؤهلات السياحية والطبيعية والفنية و الثقافية للمنطقة من أجل جعل واحة سكورة قبلة، ووجهة سياحية فوق العادة بإقليمورزازات وبالجنوب الشرقي ككل، كما ذكرت بكل المساهمين والداعمين للمهرجان، مشيدة بالجهات الداعمة تجندها لإنجاح الدورة الثانية من المهرجان . جمهور المهرجان، كان فوق العادة متعددا متنوعا وكبيرا جدا لدرجة لم تعد معها ساحة السوق الأسبوعي المحتضنة له قادرة على استيعاب أعدادا أخرى، غير أنه لم يستقطب فقط ساكنة المنطقة بل إن إشعاعه شمل جماعات مجاورة كثيرة كتندوت وادلسان وامي نولاون وقلعة مكونة وتازناخت و ترميكت ... اللجنة المنظمة قدرت الأعداد بألا لاف وعدسة بيان اليوم أبرزت الحضور بشكل واضح و جلي، وجالية المنطقة من أبنائها المقيمين بباقي المدن المغربية و بعض الدول الأوروبية كانوا حاضرين ولبوا نداء مسقط رأسهم إضافة إلى العديد من السياح و الزوار الأجانب الذين حجوا بكثافة من دور الضيافة المحلية للتمتع بفقرات المهرجان الفنية و الغنائية . احتفاء بالفرق الفولكلورية المحلية برنامج الدورة الفني، عرف مشاركة أزيد من عشرين فرقة فنية أبرزت بحق غنى وتنوع الثقافة والتراث المحليين، وجعل الجمهور يتفاعل مع أغاني عفوية في حب واحة سكورة و سكانها. وقد أثارت هذه الاحتفالات إعجاب الحاضرين واستحسانهم، لاسيما، الرقصات والأغاني التي يحفظها سكان المنطقة من أمازيغ وعرب عن ظهر قلب . زيارة القصبات السياحية وتنظيم مائدة مستديرة حول التنوع البيولوجي و خدمة السياحة المحلية بموازاة المعرض المحلي للمنتوجات التقليدية والفلاحية والتراثية عرف اليوم الأخير تنظيم زيارة موجهة لفائدة ضيوف المهرجان وصحفييه شملت العديد من المواقع السياحية والقصبات كقصبة امرديل التاريخية و بعض دور الضيافة المتميزة، همت تقديم نبذة عن هذه القصبات وتاريخ إنشائها وإبراز الدور الكبير والمحوري الذي تلعبه في التنمية الاقتصادية المستدامة للمنطقة كموروث تاريخي يستقطب زوارا من كل بلدان العالم الراغبين في التعرف على هذه المزارات التاريخية والتحف العمرانية التي تمتاز به المنطقة، كما تم تقديم نبذة عن الخدمات السياحية التي توفرها دور الضيافة بالمنطقة وتميزها عن باقي الفنادق المصنفة بالمدن الأخرى من حيث البساطة و الجمع بين خصائص السياحة الصحراوية و الايكولوجية. كما تم تنظيم مائدة مستديرة شارك فيها خبراء وباحثون محليون وأساتذة جامعيون همت التعريف بالدور الذي تلعبه المؤهلات الطبيعية والتاريخية و المعمارية والتراثية في صناعة التنمية المستدامة بالمنطقة عن طريق بوابة السياحة الصحراوية والايكولوجية التي توفر عرضا سياحيا متميزا بالمنطقة قل نظيره على المستوى الوطني و الدولي .