موقع طبيعي يستقبل ثلثي أنواع الطيور المهاجرة إلى المغرب لكنه يواجه عدة تحديات بيئية أبرز مشاركون في لقاء تواصلي، احتضنه مؤخرا مقر الجهة الشرقية بوجدة، الأهمية البيولوجية والإيكولوجية لمصب ملوية، كما ناقشوا مجموعة من المشاكل والإكراهات التي تواجه هذا الموقع الطبيعي. وتطرق المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظمه التجمع البيئي لشمال المغرب، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمناطق الرطبة (2 فبراير من كل سنة)، لعدد من مزايا هذا المصب الذي يحتوي على أنظمة بيئية متنوعة والذي تتعدد وظائفه الإيكولوجية خاصة استقباله لعدد كبير من الطيور المهاجرة. وأكد محمد بنعطا، منسق التجمع البيئي لشمال المغرب، على أهمية المناطق الرطبة في مجال التنوع البيولوجي والمياه والنشاط الاقتصادي للساكنة المجاورة، مشيرا في هذا الصدد إلى مجموعة من القوانين الوطنية، وكذا الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقع عليها المغرب، والتي تؤكد أهمية المناطق الرطبة وحمايتها، خاصة منها اتفاقيات "رامسار" للمناطق الرطبة، والتنوع البيولوجي، وحماية أنواع الطيور المهاجرة. وبعد أن أشار إلى القيمة الإيكولوجية والبيولوجية الهامة لمصب ملوية على الصعيد العالمي ومختلف المنظومات البيئية المتواجدة فيه، خاصة من خلال استقباله لثلثي أنواع الطيور المهاجرة، دعا إلى ضرورة وضع استراتيجية واضحة للمحافظة على المناطق الرطبة، لاسيما أمام انتشار عدد من المظاهر التي قد تهدد مستقبل هذه المناطق. من جهته، أبرز رئيس مصلحة الشراكة بالمديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالشرق، محمد خلوفي، المؤهلات الطبيعية والإيكولوجية التي يزخر بها مصب ملوية المصنف في المرتبة الأولى كموقع ذي أهمية بيولوجية وإيكولوجية وكمنطقة رطبة ضمن 154 موقع تضمنها المخطط المديري للمناطق الطبيعية لسنة 1996، بالإضافة إلى تصنيفه سنة 2005 في لائحة "رامسار" ذات الأهمية العالمية بالنسبة للطيور المهاجرة. وأضاف أن هذا اللقاء كان مناسبة هامة للتعرف على الأهمية البيولوجية والتراث الذي يزخر به مصب ملوية، وكذا المشاكل والإكراهات التي تواجه هذا الموقع خاصة منها المرتبطة بالسياحة خلال فصل الصيف ومشكل أحواض تنقية المياه العادمة. وقد شكل هذا اللقاء مناسبة لممثلي الإدارات المعنية والجمعيات المهتمة بحماية البيئة وكذا الساكنة المحلية، لمناقشة إشكالية إعادة استعمال المياه العادمة الآتية من محطة المعالجة خاصة المرتبطة بمشروع التطهير السائل لجماعة رأس الماء، حيث يقترح البعض إعادة استعمالها في المجال الفلاحي والبعض الآخر في إنعاش المناطق التي عرفت نوعا من التجفيف وكثرة الملوحة. وفي هذا الصدد، شدد محمد دندان، مسؤول عن التواصل بالمديرية الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب - قطاع الماء (الجهة الشرقية)، على أهمية هذا المشروع الذي ستكون له انعكاسات إيجابية على الساكنة وعلى التنمية المستدامة للمنطقة التي لا تتوفر حاليا على شبكة التطهير السائل. وأشار إلى أن هذا المشروع سيمكن من وضع الشبكة وإنشاء محطة تصفية المياه العادمة ومعالجتها معالجة ثلاثية من أجل المساهمة في التنمية المستدامة وحماية المنطقة من التلوث.