تحت شعار" صحتنا مرتبطة بصحة المناطق الرطبة" ورشة تخمين حول المشاكل التي تهدد الموقع البيولوجي لمصب ملوية بشراكة مع جمعيات حماية البيئة في الجهة الشرقية، المنضوية في التجمع البيئي للمغرب الشمالي محمد بنعطا بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة، وتخليدا لتوقيع اتفاقية" رامسار" RAMSAR " نظم فضاء التضامن والتعاون بالجهة الشرقية، بشراكة مع جمعيات حماية البيئة في الجهة الشرقية، المنضوية في التجمع البيئي للمغرب الشمالي (Ecoloplateforme du Maroc du nord) ، ورشة تخمين حول المشاكل التي تهدد الموقع البيولوجي لمصب ملوية، تحت شعار" صحتنا مرتبطة بصحة المناطق الرطبة" وهذا الشعار الذي اختارته الكتابة الدائمة لرامسار لهذه السنة، يراد به تسليط الأضواء على العلاقة الوطيدة التي توجد بين صحة الإنسان، و صحة المنظومات البيئية التي تعيش بهذه المناطق الرطبة. تمثل المناطق الرطبة 6% من الأراضي اليابسة على الصعيد العالمي، وتمثل خزانا مهما للتنوع البيولوجي، وتلعب دورا كبيرا، ووظائف حيوية في تصفية، وتخزين المياه، وتزويد الفرشاة الباطنية للماء، كما تلعب دورا مهما في الحماية من العواصف، وامتصاص الفيضانات، وتثبيت التلال الرملية المحيطة بالسواحل. برنامج هذه الورشة التي نظمت يومه السبت: 02 فبراير 2008، بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بوجدة، شمل ثلاثة عروض؛ لتدارس العلاقات المتواجدة بين صحة الإنسان، وصحة الحيوانات، وصحة المناطق الرطبة؛ في الحالة الخاصة بالموقع البيولوجي لمصب ملوية؛ الذي يمثل وبحق منطقة رطبة بامتياز، يكتسي أهمية قصوى بالنسبة للصحة والتنمية الاقتصادية، ومسار السكينة بالمغرب الشرقي. تهدف هذه الورشة إلى تشخيص المشاكل التي تهدد هذا الموقع البيولوجي، وبالتالي، تهدد الصحة العمومية، وصحة الحيوانات، ومسار مستقبل المصب. خلال هذه الورشة، تم إلقاء ثلاثة عروض، أمام حضور مكثف، يتجاوز أربعين ممثلا للجمعيات البيئية، و من مختلف شرائح المجتمع المدني. ألقى المحاضرة الأولى الدكتور النواوي الشيخ، عضو مؤسس لجمعية حماية المستهلك، حول أنفلونزا الطيور، والحالة الراهنة على الصعيد العالمي والوطني. ونظرا لتواجد المغرب على أحد أهم محاور هجرة الطيور على الصعيد العالمي، يجب على المصالح المختصة، أن تكون يقظه في تتبع هذا الفيروس. كما ألقى المحاضرة الثانية، السيد شملالي عبد الرحمان، الحائز على جائزة الحسن الثاني للبيئة، ورئيس جمعية حماية اللقالق البيضاء.. خلال هذا العرض، أكد السيد شملالي على أهمية الدور الذي يلعبه مصب واد ملوية في ميدان عالم الطيور؛ حيث يتواجد أكثر من ثلثي أنواع الطيور الحاضرة على الصعيد الوطني، هذه الثروة تعطي لمصب ملوية أهمية على الصعيد العالمي. أما المحاضرة الثالثة، فقد ألقاها السيد بنعطا محمد، مهندس زراعي، عضو مؤسس للتجمع البيئي بشمال المغرب، رئيس فضاء التضامن والتعاون بالجهة الشرقية.. أكد موضوع المحاضرة على القيمة الايكولوجية العالية لمصب ملوية، وعلى مختلف المنظومات البيئية المتواجدة به، كما ساهم العرض في تشخيص المشاكل التي تهدد كيان هذا الموقع البيولوجي المصنف عالميا كموقع RAMSAR . و من جملة هذه المشاكل التي لقيت موافقة الحضور الذي أغنى المحاضرات بنقاشاته المفيدة، ما يلي: - اقتلاع الغابات، وخاصة أشجار العرعار الأحمر. - إتلاف الغطاء النباتي، وتحطيم السكن الطبيعي للوحيش الذي عمر هذا الموقع منذ آلاف السنين. - زحف الإسمنت، وتزفيت الطرقات إلى داخل المصب. - الضغط البشري المتزايد؛ نتيجة استحواذ شركة فاديصا على الجزء الكبير من الشاطئ. - إنجاز محطة لضخ مياه الموقع لسقي ملاعب الگولف، والمساحات الخضراء لمشروع فاديصا، مما سيؤدي إلى تجفيف هذه المنطقة الرطبة، وزحف مياه البحر في اتجاه هذا الموقع البيولوجي. - التهديد الخطير، يتمثل في انجاز قناة لتصريف المياه العاتمة من مشروع فاديصا، في اتجاه الموقع البيولوجي والإيكولوجي، الشيء الذي سيلوث لا محالة هذا الموقع، وسيؤثر سلبا على المنظومة البيئة المتواجدة به. - ومما لا شك فيه أن المشكل الذي يهدد كيان هذا الموقع البيولوجي والايكولوجي، هو غياب إرادة سياسية واضحة من طرف الحكومة للحفاظ وحماية هذا الموقع الذي يكتسي أهمية كبرى على الصعيد العالمي. و في ختام هذه الورشة، وجه الحاضرون برقية ولاء و إخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يلتمسون منه التدخل لحماية هذا الموقع ذي الأهمية البيولوجية والايكولوجية، المصنف كموقع RAMSAR المهدد بكارثة بيئية أكيدة. رئيس فضاء التضامن و التعاون للجهة الشرقية