في إطار تفعيل استراتيجية التواصل حول تدخلات المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في مجال المحافظة على التنوع البيولوجي، قامت المديرية الجهوية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لتادلة أزيلال بتنظيم زيارة ميدانية لمنطقة تامكة يوم 18/12/2012 المتواجد في المجال الترابي لإقليم أزيلال، وذلك بحضور جل مكونات الحقل الإعلامي. وقد اطلع الوفد الإعلامي ، على أهم ما تزخر به المنطقة من نظم غابوية غنية ومتنوعة، حيث تعمل التشكيلات الغابوية التي تغطي 500ألف هكتار، أي نسبة 29 بالمائة من المساحة الإجمالية للجهة، على التخفيف من حدة التقلبات المناخية وآثارها السلبية على الموارد الطبيعية، وتعتبر هذه النظم الغابوية مجالات متعددة الوظائف على المستوى الإيكولوجي، الاجتماعي والاقتصادي. إلا أن هذه المجالات تعرف استغلالا مفرطا، من خلال ضغط الحاجيات المتصاعدة للساكنة القروية عبر ارتباط نمط عيشها باستغلال المجال الغابوي. أمام هذه الوضعية، أصبح التحدي الأكبر هو الانخراط الفعلي في التدبير المستدام المندمج والتشاركي للنظم الغابوية، من خلال الحد من وتيرة التصحر عبر تدخلات مندمجة ومتكاملة، والحفاظ على الموارد المائية لاحتواء تدهور التربة بعالية الأحواض المائية. هكذا تم وضع برنامج عشري 2005 2014 على صعيد جهة تادلة أزيلال، تم من خلاله الاعتماد على نهج مقاربة مجالية وتخطيط عملي تشاركي، منبثق عن استشارة محلية موسعة، تتم بلورته في شكل برامج ثلاثية يتم تحيينها سنويا، ويتم إنجازه في إطار تعاقدي سنوي مبني على مفهوم جديد للتدبير المرتكز على ثقافات المشروع والمسؤولية والتشارك والمحاسبة. كما ترمي هذه الاستراتيجية إلى المحافظة على الموارد الطبيعية وإرساء التوازن بين استغلال النظم الغابوبة ومؤهلاتها. ويضم البرنامج العشري 6 محاور أساسية تمثل أجوبة عملية للانشغالات الكبرى للقطاع على صعيد جهة تادلة أزيلال: تأمين الملك العام الغابوي للحفاظ على الثروات الغابوبة، وضمان حقوق الانتفاع، وذلك بإتمام عمليات تحديد وتحفيظ الملك الغابوبي. - المحافظة على الغابات وتنميتها وإعادة تأهيل النظم الغابوبة، وذلك عبر دعم عمليات التشجير وتجديد الغابات على مساحة 2000 هكتار سنويا. المحافظة على التربة وعلى الموارد المائية عبر معالجة انجراف التربة بإنجاز 12 ألف متر مكعب من سدود الترسيب. تنظيم ذوي حقوق الانتفاع لإعادة توازن المنظومات الغابوية مع محيطها البشري، وذلك بخلق تعاونيات وجمعيات لتنظيم استغلال الثروة الغابوبة والمحافظة عليها. كما أن تنظيم 9 تعاونيات للخروب وأكثر من 10جمعيات تستفيد من التعويض عن حق الرعي على المساحات المشجرة يعد من أهم المنجزات على صعيد الجهة. الوقاية من الحرائق عبر دعم سبل الوقاية ومكافحة حرائق الغابات. المحافظة على التنوع البيولوجي وتنميته من خلال تنفيذ برنامج التهيئة لموقع» تامكة « ذي الأهمية البيولوجية والإيكولوجية . وتزخر جهة تادلة أزيلال بتنوع بيولوجي غني على المستوى النباتي والحيواني، يتمثل في وجود 9 مناطق ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية (SIBE)، من بينها منطقة « تامكة « التي تمتد على مساحة 8400 هكتار والتي تحتوي على مناظر خلابة وموارد مائية وافرة ودائمة، كما تمتاز بوجود غابات طبيعية من الصنوبر وكذا زراعات على شكل مدرجات تقليدية. وبما أن اقتصاد المنطقة يعتمد على الموارد الطبيعية المحلية، فإن المحافظة وتنمية الثروات الطبيعية رهينة بتنمية اقتصادية واجتماعية محلية، وبالتالي فإن هذا الموقع ذي المؤهلات الطبيعية المتميزة، يعرف إكراهات متعلقة بالمخاطر الرئيسية من خلال تدهور التربة وإشكالية الرعي الجائر. وأمام هذه الإشكالية، تم إعداد وتفعيل مخطط التهيئة والتدبير لتامكة، يهدف بالخصوص إلى إعادة التوازن الطبيعي وتجهيز المجال وتثمينه ليكون وسيلة للتنمية المحلية، وذلك عبر تشجيع السياحة الإيكولوجية، ويلعب هذا المجال أيضا دورا أساسيا في التربية البيئية. ومن أهم محاور هذا المخطط : المحافظة على التنوع البيولوجي، التنمية السوسيولوجية، التربية البيئية والتواصل. وتتلخص أهم المنجزات على مستوى موقع تامكة في إحداث مركز الإعلام الذي يساهم في التربية البيئية وتحسيس المواطنين بأهمية المحافظة على البيئة بشكل عام. كما أن عمليات تهيئة الممرات السياحية ساهمت إلى حد ما في في خلق وتسويق المنتوجات السياحية الإيكولوجية. وفي إطار التنمية المحلية، تم العمل على تشجيع تربية النحل والعمل كذلك على تأهيل المنتوج محليا، وكذا إدخال واستعمال الأفرنة الاقتصادية بغية تطوير بدائل لاستعمال الخشب. وتهدف جميع هذه التدخلات بالأساس، إلى حماية الأنظمة البيئية الهشة ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية، فضلا عن المساهمة في تطوير السياحة البيئية ودعم النمو الاقتصادي والمحلي.