يتوقع خبراء التسويق وتصنيع مواد العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل أن تشهد المنتجات التي تراعي الشروط الصحية والوقائية والآمنة رواجا كبيرا في فترة انتشار الوباء العالمي وبعده، وذلك نظرا إلى تأثر اتجاهات الاستهلاك وتركيز المستهلك أكثر من أي وقت مضى على المنتجات الآمنة والتي لا تسبب المضار الصحية بل وتعزز السلوكيات الوقائية. فبهدف الوقاية من العدوى في ظل انتشار الفايروسات ومن أبرزها كوفيد- 19 في الفترة الأخيرة وفي جميع أرجاء العالم، بات الجميع أكثر حرصا على النظافة الشخصية بدءا باستعمال المواد المطهرة والمضادة للبكتيريا والفايروسات لتنظيف الأيدي من الشوائب والأوساخ وصولا إلى محاولة انتقاء مواد العناية بالبشرة وتنظيفها، وكذلك مواد الوقاية مثل كريمات الحماية من الشمس وكريمات إزالة المكياج وغيرها والتي يجب أن تتوفر جميعا على معايير الصحة والأمان والقدرة العالية على التطهير والتعقيم. وحسب موقع”مينتل” المختص في أبحاث السوق، ستشهد منتجات التجميل التي تعتبر وقائية وآمنة ارتفاعا حادّا في الطلب خلال تفشيM فايروس كوفيد- 19 التي أثّرت على روتين الرعاية الشخصية. ومثلما أثّر الوباء العالمي على العالم بطرق مختلفة فقد أثّر كذلك على سلوك المستهلكين بشكل ملحوظ، حيث ساهم في إعادة تشكيل عادات التسوق والأولويات والإنفاق وكيفية التفاعل مع المنتجات المتوفّرة في السوق. كما وجّه التركيز على المنتجات الصحية والآمنة. وقالت روشيدا خانوم، وهي المديرة المساعدة في مجال الجمال والعناية الشخصية في مينتيل إن الفايروس خلّف تأثيرات مهمة في مجال الجمال، حيث ساهم في تعزيز مبيعات المنتجات الآمنة. وتابعت "في بداية التفشي، رأينا المستهلكين يتخذون نهج الحماية والوقاية في العناية الشخصية، مما زاد من الطلب على معقمات الأيدي ومخففات الآلام والفيتامينات والمكمّلات المعززة للمناعة. وتعدّ هذه الممارسات من السلوكيات الطبيعية في موجات انتشار الأمراض". كما استفاد قطاع الصابون أيضا من إرشادات غسل اليدين والتركيز على النظافة الشخصية. وقالت كلير هنيغان، كبيرة محلّلي التجميل في مينتيل، إن الطلب تزايد على المنتجات الآمنة والموثوقة وسط انتشار الفايروس الذي غيّر الطريقة التي يتعامل بها المستهلكون مع منتجات التجميل والعناية الشخصية، حيث أصبحوا يهتمون بالمكوّنات وسلامتها ومدة الصلاحية. اعتبرت خانوم أن هذه التغييرات في أولويات المستهلكين وعاداتهم أثّرت في نهاية المطاف على قطاع الجمال الأوسع نطاقا، وأكدت أنه تسلسل منطقي من غسل اليدين المستمر الذي أدى إلى زيادة في مبيعات الكريمات المرطبة لليد إلى جانب المطهرات التي لا تجفف البشرة أو التي تحمل "فوائد تتجاوز الصحة العامة" مثل الترطيب أو التعطير. وأضافت خانوم أن "فئة الجمال النظيف تطورت باستمرار لتلبية احتياجات المستهلكين ومطالبهم". وتحوّلت التحرّكات التي بدأت كنوع من المطالبة بالمنتجات التي صنعت بالمكوّنات الطبيعية إلى ميول نحو المصنّعين الذين يحترمون السلامة والشفافية. وأوضحت "أن ممارسات التصنيع ومجموعة كبيرة من العوامل الأخرى تحدّد المنتج النهائي". ومن جهة أخرى، قد يتحول المستهلكون الذين تجنّبوا المواد الحافظة والمواد الصناعية إلى هذه الخيارات بحثا عن فترات الصلاحية الأطول مما يجعلهم "أكثر استعدادا لقبول هذه المكوّنات" إذا أثبتت العلامات التجارية فعاليتها وسلامتها من منظور صحي وبيئي. وقالت هنيغان "سيدفع الفايروس الجديد فكرة تقول بأن الطبيعة ليست دائما الأفضل، وخاصة عندما يتعلق الأمر بسلامة المكوّنات ومدة صلاحيتها". ووفقا لأبحاث مينتيل، يرى الكثيرون بأن المنتجات الطبية تعدّ الأسرع تلفا (1 من 10 أشخاص على الأقل). ويعتبر كوفيد- 19 محفّزا لهذه الحركة، حيث تواجه العلامات التجارية مزيدا من الضغط لتعزيز السلامة وإطالة عمر المنتوج دون التأثير على فعاليته. ويوصي خبراء السوق المصنّعين لتجنب خسارة ثقة المستهلكين بالعمل على تثقيف الجماهير حول فوائد مكوّنات منتجاتهم، مع توفير الأدلة والشهادات التي تشير إلى سلامة المنتج الذي يطرحونه في الأسواق. وتضاف اليوم معايير الصحة والأمان والوقاية والنظافة إلى لائحة أهم الشروط التي يبحث عنها المستهلك في مواد النظافة الشخصية ومواد العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل، حيث تبحث المرأة مثلا عن مواد تطهر البشرة بكفاءة عالية سواء في الجيل أو الصابون أو كريمات إزالة المكياج. وتسعى إلى التخلّص من تأثيرات هذه المواد التي غالبا ما تكون متكونة من نسب عالية من الكحول، وبالتالي تسبّب جفاف البشرة ومن ثمّة تبدأ مرحلة عن كريمات الترطيب والتي يشترط أن تكون آمنة من حيث تأثيرها للبشرة وواقية من الجفاف وصحية، بحيث تمدّ البشرة بما تحتاجه من عناصر مغذية ومقوية. وبالنسبة إلى مستحضرات التجميل من كريم أساس وأحمر شفاه وماسكارا فقد تواجدت منذ سنوات موجة المستحضرات الطبيعية أو البيولوجية، وهي مستحضرات تلاقي إعجاب وإقبال المستهلك سعيا منهم إلى الابتعاد أكثر ما يمكن من المواد الكيميائية التي ثبت تأثير بعضها السلبي جدا على سلامة البشرة في ظل الاستعمال الدائم ويتوقّع الخبراء أن تعزّز موجة التوقي والاحتياط من مخاطر الأمراض في مزيد الإقبال على هذا النوع من المستحضرات، رغم غلاء أسعارها، ومن المتوقع أن تكون هناك مطالب نحو مزيد الضبط في المعايير الصحية ومعايير النظافة والجودة. وخلق التوجّس من الأوبئة والأمراض بعد انتشار فايروس كورونا المستجد وما نتج عنه من حجر منزلي تركيزا آخر على مدة صلاحية المنتجات الخاصة بالعناية بالبشرة والمكياج، فالجميع يسعون إلى انتقاء منتجات يمكن أن لا تفقد صلاحيتها لأطول فترة ممكنة، ويعيشون حالة الغموض ولا يعرفون متى ينتهي الحجر المنزلي، ومتى تستأنف محالّ بيع هذه المنتجات ومصانعها عملها.