والتفاؤل في وسط المنكوبين وإعلان عن قرب " الفرج"... فبعد أسابيع من الكارثة التي عصفت بالآلاف من الفلاحين وساكنة المناطق المتضررة، وعرفت انهيار العديد من المباني وغمر الآلاف من الهكتارات وهلاك المواشي ووفاة العشرات بسبب حوادث غرق وانهيارات سواء بسبب التساقطات أوبسبب تصريف الفائض من مياه السدود إلى حدوث فيضانات غير معتادة نجم عنها وقوع خسائر هامة في الممتلكات والبنيات التحتية الأساسية.. تتخذ الحكومة تدابير ضمن برنامج استعجالي لمواجهة تداعيات الفيضانات، والتي خلفت خسائر على جميع المستويات. فحسب تقديرات أولية، بلغت الخسائر بالقطاع الفلاحي 168 ألف هكتار منها 135 ألف فقط بمنطقة الغرب، حسب تصريح لعزيز أخنوش. وفي قطاع السكن، سجل انهيار كلي لحوالي 2650 وحدة سكنية أزيد من 90 في المائة من المساكن الهشة أو بنيت بالطين نظرا لطبيعة البناء في الأماكن القروية على الخصوص. تدابير خصصت لها الحكومة مبلغ مليار و670 مليون درهم، وعمت قطاع السكن والفلاحة والتجهيز...فبعد الخسائر التي لحقت بالمنشآت الفنية والبنيات التحتية في جل مناطق المغرب من طرق وقناطر... ستعمل الحكومة ببدء تنفيذ برنامج سنوي لتشييد السدود الكبرى والصغرى والمتوسطة، حيث يرتقب أن يتم إنشاء ثلاثة سدود كبرى و20 سدا من الحجمين المتوسط والصغير، لتوفير الحماية للمناطق المهددة بالفيضانات. هذه الاعتمادات تشكلت من الميزانيات الخاصة بالوزارات المعنية في حدود 915 مليون درهم، ومساهمة صندوق محاربة آثار الكوارث الطبيعية بما قدره 565 مليون درهم، فيما تتكفل وزارة الداخلية بتوفير مليون فرصة عمل يومية لفائدة سكان المناطق المنكوبة عن طريق الإنعاش الوطني. وحسب تصريح للوزير الأول عباس الفاسي. ويتضمن البرنامج الاستعجالي إصلاح الشبكة الطرقية والجسور وتهيئة المسالك حيث رصدت له ميزانية قدرت بمبلغ 640 مليون درهم، وتخصيص إعانة مباشرة لإعادة الإسكان بمبلغ 130 مليون درهم، حيث خصصت وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية مبلغ 30 مليون درهم لفائدة صندوق التنمية القروية ، بهدف تمويل البرنامج بجهتي الغرب وسوس-ماسة-درعة. وسيعتمد المبلغ لدعم الأسر المتضررة بإعادة إيواء 11 ألف و950 أسرة متضررة، خاصة وأن إحصائيات الوزارة للخسائر الأولى أشارت إلى انهيار أزيد من 2633 مسكنا، وحددت للوحدات السكنية المنهارة مبلغ 15 الف درهم، وثلاثة آلاف درهم للمساعدة التقنية، بما مجموعه 18ألف درهم. أما القطاع الفلاحي فرصد له مبلغ 360 مليون درهم ويخصص هذا المبلغ لتوزيع الشعير وتلقيح الماشية والزراعة البديلة وإصلاح شبكات الري. هي تدابير استعجالية تتخذ لإصلاح ما أفسدته الفيضانات وتسببت فيه بعض المشاريع الفاشلة أو التي شابها الغش، هي تدابير تقابلها انتظارات المواطنين خاصة الفلاحين بعد أن أصبح جلهم على شفا الإفلاس، ووجدت المئات من الأسر بين ليلة وضحاها نفسها في العراء، وتحت الخيام، في حين عزلت دواوير كاملة بأعالي الجبال، ضحايا التهميش والإهمال الذي فضحته التساقطات المطرية وعرت عن واقع إجتماعي هش.