لقي عشرة اشخاص على الاقل حتفهم أول أمس الثلاثاء في مناطق مختلفة من المغرب جراء امطار غزيرة تسببت خلال الايام الماضية بفيضانات وانجرافات طينية, و هكذا قضى سبعة أشخاص امس الاول غرقا في سيول بواد في قرية ايت حمو عبد السلام ،فيما جرح ستة اشخاص اخرين بانهيار منزلين من الطين اقيما على ضفة الوادي من ناحيتها, ذكرت وكالة الانباء المغربية ان الامطار الغزيرة المصحوبة برياح عاتية تسببت ايضا بمقتل ثلاثة اشخاص الثلاثاء في مدينتي تازه وميدلت وتسببت الامطار التي تتواصل بالسقوط منذ عدة اسابيع على المغرب بخسائر مادية جسيمة: انهيار منازل وتدمير جسور وانقطاع التيار الكهربائي. كما غمرت المياه الاف الهكتارات من الاراضي الزراعية وقطعت عدة طرق و .م.ع على بعد حوالي 30 كيلومتر من مدينة بني ملال وعلى طول سفوح جبال الأطلس تقع منطقة آيت حمو عبد السلام والتي اعتبرت منطقة منكوبة بسبب السيول الطوفانية القوية التي اجتاحتها حيث تساقطت أمطار غزيرة في ظرف وجيز لا يتعدى الساعتين ابتدأت منذ الساعة الثالثة من صباح يوم الثلاثاء ، ففاجأت السيول القوية والمحملة بالصخور والأشجار والوحل إذ بلغ علوها أزيد من أربعة أمتار، السكان وهم نيام فجرفت ثلاثة منازل ولم تترك إلا آثارها في حين تصدعت ثلاثة منازل أخرى بشكل جزئي مخلفة سبعة قتلى أربع نساء وطفلين ورجل إضافة إلى سبعة جرحى نقلوا إلى المستشفى الإقليمي بقصبة تادلة فيما تم انتشال جثث الضحايا من طرف رجال الوقاية المدنية بمساعدة أهالي المنطقة واحتفظ بهم بمسجد القرية لتتم مواراتهم الثرى عشية نفس اليوم في موكب جنائزي رهيب، حيث حج إلى مكان الحادث سكان القرى المجاورة ورجال السلطة المحلية. هذا وقد زار والي جهة تادلة أزيلال القرية في حدود الساعة التاسعة من صباح يوم الكارثة ووعد بتقديم المساعدة للسكان المتضررين الذين فقدوا موارد عيشهم واجتاحت مياه السيول والطمي والأوحال منازلهم وأتلفت كافة أثاثهم المنزلي، بالإضافة إلى نفوق أزيد من 300 رأس من الماشية، أغنام، ماعز، أبقار و دواب، ومن ضمن الخسائر المادية التي لحقت المنطقة انهيار أعمدة التيار الكهربائي وانقطاعه عن الدواوير المجاورة ومن ضمنها قرية أشقوندة والتي كانت شعابها ووديانها مصدر الفيضانات لتواجدها بعلية المنطقة، والتي عرفت هي الأخرى انهيار ثلاثة منازل . وفي اتصال بممثل المنطقة المنكوبة ، أكد في تصريح للجريدة أن المنطقة لم يسبق لها أن عرفت مثل هذه الكارثة وبمرارة عبر عن أسفه لما وقع، وأكد على أن جل المنازل المنهارة كانت بمنطقة تملؤها البساتين والخضرة، وأضاف أن السلطات قامت أولا بإرجاع مياه الشرب بعد انقطاعها إضافة إلى أن السلطة وعدت بتوفير الخيام للسكان الذين أصبحوا بدون مآوي. وفي السياق ذاته، توقفنا عند السيدة عبار فاطمة، 55 سنة والتي صرحت لنا وهي تجتر مرارة فقدانها لزوجة ابنها هينو رقية وحفيدتها علابو أسماء إضافة إلى ضياع كل محتويات المنزل والإسطبل حيث أكدت على أنها لم يسبق للمنطقة أن عرفت مثل هذه الفاجعة وطالبت بتقديم المساعدة للسكان الذين وجدوا أنفسهم بدون مأوى وبدون أي مورد عيش. ومن ضمن الخسائر كذلك التي تسببت فيها الكارثة ردم أحد العيون المزودة لمياه الشرب بالمنطقة ويتعلق الأمر بعين سيدي الشامي بمنطقة «اشقوندة». وفي إطار بحثنا عن أسباب الكارثة والتي أكدت الشهادات أن المنطقة لم تعرف مثيلا لها إطلاقا صرح لنا السيد أوشن عبد الرحمان 29 سنة فلاح وهو من أبناء المنطقة كون أحد أهم الأسباب هو وجود إحدى الضايات الكبيرة والمسماة «ضاية أكنوش» بأعالي الجبال المجاورة وتشكل ملتقى لسبع شعاب على حدود منطقة تانوغة ومنطقة سيدي بن داود، هذه الضاية، يؤكد الشاهد أنها تظل موردا مائيا لتوريد الماشية إلى حدود شهر يوليوز، إلا أن لامبالاة القيمين على القطاع الغابوي تركوا الغابة المجاورة عرضة للاجتثات وقطع الأشجار مما أدى إلى انجراف التربة وتحويل المجاري والسدود الطبيعية إلى مصدر سيول جارفة كلما تساقطت الأمطار بشكل غزير. وفي لقاء لنا برئيس جماعة تانوغة والذي عبر بدوره عن أسفه لما حصل، أكد لنا أن مجلس الجماعة حديث العهد. وبالرغم من ذلك فقد سبق أن طلب من المجلس الإقليمي إنجاز سد تلي على واد شقوندة وسدين آخرين تليين بجماعة تانوغة، وهو الشيء الذي لم يتحقق إلى حد الآن. وأضاف أنه سبق وأن تم إنذار السكان المتواجدة مساكنهم بمنحدر الشعاب المذكورة، وهو ما نفاه أحد المواطنين والذي أكد أن هذه المساكن كانت متواجدة لما يزيد عن 60 سنة ولم تكن المنطقة قد عاشت مثل هذه الفيضانات. وإلى حدود الساعة الخامسة من يوم الكارثة لم يتوصل السكان بأية مساعدة تذكر للتخفيف من معاناتهم سوى توزيع «خبز « في انتظار دفن الضحايا. كما أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة تازة خلال ليلة الاثنين والثلاتاء الى خسائر فادحة في البنية التحتية والممتلكات والأرواح إذ انهار منزلان بدوار الكراشحة ودوار لمحاوزة بجماعة مكناسةالشرقية حيث قضى في الحادث ثلاثة أشخاص واصيب رابع بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى مستشفى ابن باجة لتلقي الإسعافات الضرورية كما انهار جزء منزل عتيق بدرب الشرقيين قرب الجامع الكبير وآخر بالزاوية الكبشية بتازة العليا كما أدى انجراف كهف قبالة تجزئة الصديقي إلى وفاة متشرد مريض نفسيا وتدخلت عناصر الوقاية المدنية لانقاذ شخصين ظلا عالقين وسط مياه وادي الأربعاء من الثانية من صباح يوم الثلاثاء إلى حدود الخامسة مساء بورش إحدى المقاولات التي تشتغل في مد قنوات الماء الشروب على مستوى دوار الملحة وتسبب ارتفاع منسوب مياه وادي إناون وأغروز في حدوث فيضانات بالعديد من الأحياء وغمرت المياه عددا من المنازل بالوسط الحضري لواد أمليل، ولولا تدخل مسؤولي جماعة واد أمليل بالآليات الضخمة لجر حافلة للركاب علقت وسط المياه لكانت الكارثة كبيرة في الأرواح ، ولحد كتابة هذه السطور مازالت عناصر الوقاية المدنية والمسؤولين والمواطنين بتازة يعملون على قدم وساق من أجل تقديم المساعدة للضحايا. كما غمرت مياه وادي إناون الليلة قبل الماضية العديد من الضيعات بالمناطق المجاورة وتسببت في اضطرابات مؤقتة في حركة السير على مستوى النقطتين الكيلومتريتين 309 و310 على الطريق الوطنية رقم 6 (الرباط- وجدة) . وحسب مصدر بالمديرية الإقليمية للتجهيز بتازة فقد توقفت حركة السير على الطريق الرابطة بين تازة وأكنول على مستوى سبت بوقلال بسبب فيضانات الأودية. و من جهته عاش دوار آيت حند التابع لجماعة سبع عيون القريبة من مكناس يوم الثلاثاء يوما أسود بسبب فيضان نهر واد الجديدة، حيث غمرت المياه الدوار الصفيحي مخلفة خسائر مادية من الصعب على هؤلاء السكان الفقراء تداركها. فمنذ العاشرة من صباح أول أمس الثلاثاء، و صبيب مياه الوادي في تزايد مما كان ينذر بالكارثة يقول السيد القيسي المستشار الجماعي بالدوار- و كان من الممكن تدارك الكثير مما حصل، لكن قصارى ما استطاع أن يقوم به السيد باشا باشوية سبع عيون لدى حضوره، هو إطلاله من فوق سكة القطار على الدوار و هو يغرق ثم انصرف ... و مع تزايد الأمطار أصبحت إمكانيات الحد من خطورة الفيضان تتضاءل، إلى أن أصبحت مستحيلة، ليتحول الدوار إلى نقطة معزولة تماما، و محاصرا من كل الجهات فسكة القطار شمالا و معمل «قنوات» شرقا، و ضيعات الخواص جنوبا، بينما الطريق الوحيدة جهة الغرب قطعتها مياه الوادي الفائض و على صعيد آخر جرفت مياه السيول من فوق قنطرة بنواحي والماس باقليم لخميسات صباح امس الاول الثلاثاء -سيارة كان على متنها اربعة شبان من حي اشماعو بمدينة سلا . سائق السيارة وهو أب لبنت في السادسة من عمرها، لم يقدر جيدا قوة مياه السيول، وحاول المرور فوق القنطرة ،رغم انه شاهد كيف ان سكان المنطقة توجسوا الخطر ،ولم يغامروا بالاقتراب من القنطرة . فكان مصيرالسيارة هو السقوط في النهرلتجرفها المياه خصوصا وانها من النوع الصغيرالحجم . وحده السائق تم العثور عليه ميتا داخل السيارة لان حزام السلامة منعه من الخروج منها، اما مرافقوه الثلاثة ومنهم شقيقان، فلم يتم العثور عليهم الى حد الآن نظرا لقوة ،وسرعة المياه . وبمدينة السعيدية ، رغم أن الامطار التي تهاطلت بداية الاسبوع الجاري لم تكن قوية على غرار ما عرفته بعض المناطق الأخرى ببلادنا فانها مع دلك تسببت في عزل مجموعة من الدواوير والاحياء كدوار عبد المومن وحي الدراق وحي ليراك وحي الوحدة وكذا حي لوجيدي ودوار اولاد حمان ولم يسلم حتى وسط المدينة وثانوية انس بن مالك الاعدادية التي الف التلاميذ والاطر التربوية منذ مدة دخولها على ممرات خشبية تثير كثيرا من الامتعاض لدى الراي العام المحلي وخاصة الاباء والاولياء وذلك في غياب أي تدخل عملي للمسؤولين وكان الامر لايهمهم في شيء لتشكل مظهرا واضحا من مظاهر معاناة المواطنين بالسعيدية كلما تساقط المطر وذلك في ظل بنية تحتية هشة تكشف عن وجه اخر لمدينة السعيدية التي عادة ما ينظر اليها من زاويتها السياحية باعتبارها منتجعا يحتوي على محطة فاديسا المدرجة ضمن المخطط الازرق والتي تمتد على مساحة 700 هكتار وطول يصل الى 2،2 كلمتر وهي المحطة التي يحمل لها السكان ومختلف الفاعلين في مجال البيئة المسؤولية في تجميع كميات هائلة من المياه وسط الاحياء والدواوير لانها اغلقت بمشاريعها كل المنافذ الطبيعية التي كانت الى عهد قريب تصرف المياه الى البحر كما حوصرت مدينة سيدي قاسم صبيحة يوم الاربعاء من كل المداخل والاتجاهات حيث ارتفع منسوب المياه الى درجة قصوى بكل من واد رضم وورغة وسبو وضباح كما غطت المياه القنطرة الرابطة بين سيدي قاسم و زيرارة عن اخرها، أما في الضفة الاخرى بين يسدي قاسم ومكناس فالطريق مقطوعة بسبب فيضان نهر رضم .و حوصر العديد من الموظفين الدين يتنقلون يوميا من سيدي قاسم في اتجاه مكناس او في اتجاه القنيطرة وجماعة الشبانات