حكايات مثيرة لمواطنين حاصرتهم المياه، وآخرون قضوا تحت الركام أو جرفتهم السيول، وآخرون أتلفت المياه والأوحال ممتلكاتهم وجرفت حقولهم و أصبحوا «لاجئين» ينتظرون وصول المساعدات. مواطنون قضوا ليالي بيضاء متخوفين من اضطرابات مناخية مرتقبة خاصة وأن منازل في مناطق عديدة أصبحت مهددة بالانهيار بعد قوة التساقطات المتتالية. «علابو محمد بن موحى» من آيت حمو عبد السلام بني ملال كان يتحدث إلينا والهلع لايزال باديا على محياه، أخبرنا عن كيفية وفاة زوجته اهينو رقية بنت رحو من مواليد 1979وابنته أسماء علابو ذات الثلاث سنوات حيث قال: .. «.. استيقظت حوالي الساعة الثالثة والنصف كالعادة لتفقد حظيرة المواشي، ثم عدت للفراش، مباشرة بعدها سمعت هديرا قويا كالرعد لكنه أقوى من ذلك بكثير، ظننت أنه الزلزال، أيقظت زوجتي وفتحنا الباب لمعرفة مايحدث، ما إن فتحنا الباب حتى فاجأنا السيل وجرف زوجتي خارج البيت فما كان مني إلا أن أمسكت بها وهي تحمل بين ذراعيها فلذة كبدنا، بقينا على هذا الحال مدة طويلة، كانت السيول قوية جدا ومباغتة فجرفتنا معا خارج البيت وبقينا متشبثين بعضنا ببعض إلى إن فقدنا السيطرة فجرفت السيول زوجتي وابنتي في اتجاه وأنا في الاتجاه الآخر، ظللت أرقبهما ولاقدرة لي على التدخل لإنقاذهما إلى أن اختفتا عن الأنظار، تشبثت بغصن كرمة اقتلعتها فيما بعد الحملة وأخذتنا معا في اتجاه السفح، ورأيت صخورا تجرها السيول وهي تتقافز حولي وكأنها كرات هوائية، كنت أطفو تارة وأغطس تارة أخرى، جرفتني السيول وغطى الوحل كل وجهي، ولم أعد أرى شيئا استسلمت ورددت الشهادتين وغبت عن الوعي. بعد مدة لا أعلم كم طالت استعدت الوعي فوجدت نفسي مرميا وسط الوحل والطمي، أخذت أصرخ حوالي الساعة، سمعني شباب المنطقة، ونادوني بدورهم وسط الظلام وهكذا تم إنقاذي.. وفي الصباح حاولوا مواساتي قائلين بأن زوجتي ستكون بخير، لكن هيهات، لقد رأيتها بأم عيني وهي تختفي رفقة ابنتنا أسماء، لا أظن أنها ستنجو... ». حكاية من مئات الحكايات التي عاشها السكان الأسبوع الماضي والتي تكشف عن وضع يستوجب إطلاق برنامج استعجالي للتدخل في هذه المناطق. أسبوع مأساوي عاشته مجموعة من القرى والدواوير والمدن العتيقة ببلادنا، أسبوع من التساقطات المطرية التي تهاطلت في مناطق عدة بمستويات قياسية تسببت في فيضانات الأودية وجرف الحقول وتسببت أيضا في انهيارات أودت بحياة مجموعة من المواطنين الذين كانوا يخلدون للنوم غير مدركين للخطر الذي يتهدد منازلهم الطينية. فقد لقي أزيد من تسعة عشر شخصا على الاقل حتفهم بداية الأسبوع في مناطق مختلفة من المغرب، جراء أمطار غزيرة تسببت خلال الايام الماضية بفيضانات وانجرافات طينية، و هكذا قضى سبعة أشخاص غرقا في سيول بواد في قرية ايت حمو عبد السلام بإقليم بني ملال، فيما جرح ستة اشخاص بانهيار منزلين من الطين اقيما على ضفة الوادي. الامطار الغزيرة التي تساقطت على المغرب طيلة الأسبوع كانت مصحوبة برياح عاتية تسببت ايضا بمقتل ثلاثة اشخاص يوم الثلاثاء في مدينتي تازة وميدلت ، وتسببت الامطار التي تواصلت بالسقوط منذ عدة اسابيع على المغرب في خسائر مادية جسيمة: انهيار منازل وتدمير جسور وانقطاع التيار الكهربائي. كما غمرت المياه آلاف الهكتارات من الاراضي الزراعية وقطعت عدة طرق. «الاتحاد الاشتراكي» ، عبر مراسليها في مجموعة من الجهات ، انتقلت إلى عين المكان، لترصد لقرائها واقع الحال من هناك، وتفاصيل معاناة مازالت مستمرة إلى الآن... تشبثت بغصن كرمة اقتلعتها فيما بعد الحملة وأخذتنا معا في اتجاه السفح، ورأيت صخورا تجرها السيول وهي تتقافز حولي وكأنها كرات هوائية، كنت أطفو تارة وأغطس تارة أخرى، جرفتني السيول وغطى الوحل كل وجهي، ولم أعد أرى شيئا استسلمت ورددت الشهادتين وغبت عن الوعي.