سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قتلى في أكادير وتازة وخسائر بالملايين في تطوان وطنجة واضطراب في حركة السير في مختلف المدن الأمطار والفيضانات زرعت الرعب بين السكان في البوادي والمدن وعرت حقيقة البنيات التحيتة
خلفت الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدتها مدن الشمال خلال الأيام القليلة الأخيرة، وخاصة يومي الأربعاء والخميس، خسائر مادية كبيرة خاصة في مدينتي تطوان وطنجة اللتين توجد بهما مناطق صناعية مهددة أكثر من غيرها بالطوارئ المناخية من النوع الذي تشهده بلادنا في الوقت الحالي. وأفادت مصادرنا بأن مدينة تطوان سجلت خسائر مادية كبيرة على مستوى المنطقة الصناعية التي اجتاحتها السيول وطالتها انجرافات التربة، بينما لم تسجل ضحايا بشرية وإن كانت الآراء تضاربت حول غرق رجل حاولت مصالح الوقاية المدنية إنقاذه بعدما نجحت في إنقاذ آخر. وقد كانت مصانع النسيج بالمنطقة هي الأكثر تضررا من بين الجهات المتضررة، إذ سجلت ضياع الكثير من البضائع والمنتوجات، خاصة الأغطية الشتوية. كما تسببت الظروف المناخية في اختلال التزامات العديد من المصانع الأخرى والشركات مع أطراف تجارية خارجية. وقدر مسؤول محلي الخسائر المادية بمئات ملايين الدراهم. وعلى صعيد آخر، ينتظر أن يحد سد وادي مرتيل، الذي تجري الأشغال به، من حدة الفيضانات مستقبلا. السيناريو نفسه تكرر بالمنطقة الصناعية بمدينة طنجة، بل هو السيناريو الذي يتكرر كلما فاقت معدلات التساقطات بالمنطقة المستوى العادي. وفي بقية المناطق التي شملتها التساقطات المطرية الغزيرة، عُلم بأن سيدة إسبانية قضت بالقرب من مدينة إمنتانوت بعدما جرفت السيول والأوحال السيارة التي كانت تقلها رفقة زوجها وابنها. وبمدينة الدارالبيضاء كان قد أصيب، يوم الثلاثاء الماضي، حوالي 15 شخصا بجروح تفاوتت خطورتها في انهيار بنايتين عتيقتين بالمدينة القديمة. وفي اليوم نفسه، توفيت امرأة بتازة بعدما أن جرفتها سيول وأوحال وادي لحضر. وبمدن بني ملال وخريبكة والفقيه بن صالح والمناطق المجاورة، أدت الأمطار الغزيرة إلى تعطل حركة السير في مناطق متفرقة، وحالت دون وصول العديد من مستعملي الطريق إلى وجهاتهم، كما سجلت خسائر مادية بمدينة الفوسفاط، التي عرفت قناطرها انسدادا بعد أن غمرتها المياه خاصة على مستوى شارع الروداني وشارع مولاي يوسف، فيما اجتاحت السيول عددا من البيوت السكنية والمحلات التجارية. وعرت الأمطار والانجرافات هشاشة البنية التحتية، كما هو الحال في كل المدن المغربية، خاصة شبكة الصرف الصحي والبالوعات. وبأكادير، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم ليلة الخميس الماضي غرقا بعد أن جرفتهم المياه المصحوبة بالأوحال نتيجة فيضان وادي تسنتولت بجماعة أضمين، قيادة أسكروض، التي تبعد بحوالي 40 كيلومترا عن مدينة أكادير. وكان الضحايا، وهم زوجان وقريبة لهما إضافة إلى سائق السيارة التي تقلهم، عائدين من مدينة تارودانت إلى دوارهم بجماعة أضمين وبصدد عبور وادي تنستولت، عندما جرفتهم مياه الوادي التي كانت مرتفعة عن مستواه، فقضى السائق والراكبتان فيما نجا الزوج بأعجوبة، ولم تنتشل بعد، إلى حدود صباح الجمعة، جثث الضحايا. من جهة ثانية، ما تزال سلطات عمالة إنزكان وأيت ملول تنفي وقوع حادثين مماثلين. ويتعلق الأمر بشخص مسن جرفته المياه بتراست ومتشرد آخر جرفته المياه بأيت ملول، حسب إفادات من بعض الشهود أكدوا الواقعة.