لم يجد الموظف التابع للمندوبية العامة للسجون، المتابع في حالة اعتقال احتياطي بالسجن المحلي عين السبع بالدارالبيضاء على ذمة قضية ترتبط بالمعتقل توفيق بوعشرين، بُدَاً من الاعتراف أمام المحكمة، بتورطه في محاولة إدخال ممنوعات دون علم إدارة سجن عين البورجة، نافيا أن يكون قد قام بهذه "المهمة" عبر تلقي مبلغ من المال. فمساء اليوم الاثنين استمعت هيأة المحكمة الزجرية بالدارالبيضاء إلى موظف بالسجن المحلي عين البورجة وقريب من المتهم توفيق بوعشرين، مدير النشر السابق لجريدة «أخبار اليوم»، وموقع «اليوم 24»، وذلك بعد تورطهما في محاولة إدخال أشياء إلى السجن غير مسموح بها، ودون علم إدارة المؤسسة السجنية، بعد أن تم ضبط الموظف متلبسا بحيازة وثائق وهاتفا نقالا بغرض إدخالها إلى سجين. وقد قررت هيأة المحكمة، بعد الاستماع إلى المتهمين اللذين اعترف أحدهما، وهو الموظف بمحاولة ادخال وثائق، فيما أنكر قريب توفيق بوعشرين محاولة إدخال الوثائق، مقرا بمحاولة إدخال مواد غذائية فقط، قررت إدراج الملف في التأمل من أجل النطق بالحكم في حق المتهمين الأسبوع القادم. وإن كان موظف السجن «كريم.ح»، اعترف بتسلمه وثائق من ابن خالة بوعشرين المتهم «محمد.ب» بغرض إدخالها إلى السجين بوعشرين، فإنه نفى أمام المحكمة علمه بمحتوياتها، مصرحا أنها عبارة عن أوراق لم يطلع على مضمونها، لأنها كانت ملفوفة داخل أوراق (كلينيكس)، إضافة إلى هاتف نقال. وكشف موظف المؤسسة السجنية أن السجين توفيق بوعشرين كان قد طلب منه إعطاء رقم هاتفه إلى زوجته (أسماء)، حيث كانت هذه الأخيرة تتواصل معه من خلاله للاطمئنان على زوجها، وفِي إحدى المرات، وخلال مكالمة هاتفية، طلبت منه ادخال بعض الوثائق إلى زوجها، بعد أن أخبرته بأن قريبا لها سيتكلف بإيصال هذه الوثائق إليه. وهو ما وافق المتهم على القيام به، نافيا أن يكون تسلم مقابل ذلك أي مبالغ مالية. وصرح المتهم أن مبلغ مبلغ 300 درهم الذي ضبطته الشرطة بحوزته يعود إليه، وكان قد سحبه من حسابه عن طريق شباك أتوماتيكي، مدليا بتوصيل يفيد قيامه بهذه العملية البنكية. وقال دفاع الموظف السجني، إن مسؤولية هذا الحادث تتحمله المندوبية العامة لإدارة السجون، لأنها «وضعت موظفا عديم الخبرة في التعامل مع السجناء، في حراسة ومراقبة المعتقل توفيق بوعشرين»، واصفا موكله ب «كبش فداء» قضية مازالت أوارها تحري أمام محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، مدعيا أن الموظف المتهم «عمل مدة سبعة أشهر في برج المراقبة بسجن عين البرجة، قبل أن يتم تكليفه، حوالي أسبوع من الواقعة، بحراسة السجين بوعشرين». وقد تمسك المتهم (محمد. ب)، قريب توفيق بوعشرين، بنفي محاولة إدخال ممنوعات إلى ابن خالته، مفضلا الحديث عن تسليمه مواد غذائية لإدخالها إلى توفيق بوعشرين، مصرحا أنه «لم يكن على علم بأنه يخرق بذلك القانون».