احتفت الأمسية الفنية، التي نظمت ليلة أمس الأربعاء (22 مارس) بالدار البيضاء تخليدا للذكرى الأولى لرحيل سعيد الشرايبي، بمعزوفات الراحل التي جعلت منه رائد الموسيقى المغربية والأندلسية من دون منازع. وفي بادرة تنم عن الوفاء للراحل سعيد الشرايبي، اجتمعت ثلة من العازفين الشباب الذين درسوا الموسيقى على يديه، لكي يعبروا ،عن طريق عزفهم لأشهر مقطوعاته الموسيقية، عن حبهم ل"زرياب المغرب" وتقديرهم لرصيده الإبداعي. وفي هذا السياق أوضح الكاتب الصحفي والأنتربولوجي عبد الصمد محي الدين، صديق الراحل الذي تكلف بتقديم هذا الحفل الفني في تصريح للوكالة المغرب العربي، أن سعيد الشرايبي الذي كان يتميز بأخلاق عالية وحس إنساني مرهف، كان "مبدعا متفردا في مجال الموسيقى وباحثا كبيرا في التراث والتاريخ الفني". وأبرز محي الدين أن المحتفى به أعاد الاعتبار للموسيقى المغربية، ونجح في التعريف بها على المستوى العالمي، ليشكل على مدى حياته وطيلة مساره الفني "سفيرا فوق العادة للفن المغربي الرفيع والنبيل والأصيل". من جهته كشف محمد بديع رئيس مؤسسة سعيد الشرايبي للتراث المغربي الأندلسي، عن العوالم الموسيقية المختلفة التي شغف بها سعيد الشرايبي من بينها الجاز، مشيرا إلى أن الراحل كانت له فرقة لموسيقى الجاز بباريس كانت تحمل اسم "ميلوديتراني". وأبرز أن الموسيقار المغربي خلف وراءه ما يناهز 500 مقطوعة موسيقية أعدت حولها أزيد من خمسين أطروحة دكتوراه،مضيفا أن أعماله الموسيقية استطاعت تحقيق العالمية ودرست بأكبر المعاهد الموسيقية بالعالم. أما محسن بوفتال رئيس جمعية الفن الرابع فقد أوضح أن سعيد الشرايبي الذي أدخل أسسا جديدة في العزف على آلة العود من خلال العزف بالريشة، يشكل أيقونة فنية سواء في مجال العزف أو البحث أو التأصيل الموسيقي. وأضاف بوفتال أن سعيد الشرايبي قدم إبداعات موسيقية تمزج بين كل ألوان الموسيقى العالمية، من موسيقى تركية وفارسية وهندية وأمازيغية وأندلسية، بالإضافة إلى تلحينه لأغاني لمجموعة من المغنيين المغاربة أمثال كريمة الصقلي ونعيمة سميح. من جهته عبر حمزة ابن سعيد الشرايبي عن اعتزازه وامتنانه لحضور كل محبي الراحل لهذا التكريم، في التفاتة لا تعبر فقط عن سخاء ووفاء نادرين بل تضفي دفئا خاصا على هذه الليلة الاحتفالية، التي تستحضر المسار الفني للمحتفى به الحافل بالإبداع والعطاء. و حرص المنظمون على اختيار أحب المعزوفات والأغاني إلى قلب الراحل (إحدى عشر معزوفة وثلاث أغنيات )من قبيل "سماعي الطائر و"شجون" و "تقسيم حجاز" و"أغمات" و""صلوا على الهادي و "في يوم في شهر في سنة" لتقدم في هذا الاحتفال. وقد حصل الفنان الراحل الذي رأى النور سنة 1951 على عدد من الجوائز، أهمها الوسام العربي لأحسن مشاركة عربية بالجزائر سنة 1984، جائزة العود في بغداد سنة 1986، جائزة الموسيقى الغرناطية بباريس سنة 1992، جائزة الاستحقاق بدار الأوبرا في القاهرة سنة 1994، وفي نفس السنة نال جائزة أفضل عازف عود من السيياد، وغيرها من الجوائز الفنية الكثيرة.