أكدت وزارة الثقافة أن الفنان والموسيقار المغربي سعيد الشرايبي، الذي لبى داعي ربه، صباح اليوم الخميس بالدار البيضاء، تاركا وراءه إرثا فنيا غزيرا باعتباره واحد من خيرة عازفي العود في المغرب والوطن العربي، يعتبر أحد الصور الناصعة للثقافة والفن المغربيين على الصعيد العالمي. واعتبرت الوزارة، في بلاغ نعت فيه الراحل سعيد الشرايبي، أن هذا الأخير يعد، إلى جانب العزف الماهر على آلة العود، من بين الباحثين في مجال التراث الموسيقي وخصوصا في مجال العلاقة بين الموسيقى العربية الأندلسية والتركية والفارسية، حيث شارك في عدة منتديات وطنية وعربية وعالمية مازجا بين العرض النظري والتطبيق الميداني. كما أنه أثرى الخزانة المغربية بالعديد من المعزوفات والألحان منها ألبومي "مفتاح غرناطة" و"حلم بفاس" التي كان لها الأثر والوقع عربيا ودوليا، حيث تعامل مع أسماء مغربية وازنة كعبد الهادي بلخياط ونعيمة سميح وكريمة الصقلي من خلال أغاني رائعة وهي "بوح يا قلبي" و"راح" و"تلاقينا بعد الخصام" و"ظلال" و"العشاق"، واستطاع بفضل كل ذلك أن يكون سفيرا للثقافة والفن المغربيين، يجول الأوطان حاملا آلته وريشته وأنامله، ومتوجا من قبل عدة جهات ومؤسسات كان أبرزها حصوله على توشيح ملكي خلال ذكرى المسيرة الخضراء سنة 2015. وحصل الراحل الشرايبي على جائزة أفضل أغنية عن قطعة "أطفال القدس" في مجال التلحين سنة 2000، وجائزة زرياب للجنة الدولية للموسيقى، وجائزة الموسيقى بباريس وجائزة الاستحقاق بدار الأوبرا بالقاهرة والريشة الذهبية والوسام الأول ببغداد والوسام العربي لأحسن مشاركة عربية بالجزائر وغيرها. وأشار البلاغ إلى أن مؤسسة سعيد الشرايبي تعتبر من بين الإنجازات التي ستواصل مسيرة المرحوم في الحفاظ على تراثه الغني والزاخر وفي تعليم وتلقين الفن الموسيقي عموما وفن العود خصوصا، إلى جانب مساهمتها في اكتشاف المهارات والقدرات في مجال العزف عبر المعاهد الموسيقية بمختلف مناطق المغرب.