رحل إلى دار البقاء صباح أمس الخميس، الموسيقار المغربي المبدع سعيد الشرايبي الذي يعد من العلامات الكبرى و الفريدة في العزف على آلة العود ليس في المغرب وحده و لكن في مجموع العالم العربي. وهي صفة اكتسبها الفقيد، باعتراف الموسيقيين المهنيين و المختصين الأكاديميين في الموسيقى العربية و العالمية، وذك لما يعرف عن الراحل في الدقة في الأداء وفيض في المشاعر والأحاسيس التي تتحكم في أنامله و هو يعزف على آلة العود، التي فتحت أبواب أكبر التظاهرات الموسيقية العالمية في القارات الخمس، حيث كان التفاعل و التجاوب مع مشاركاته وإحيائه للعديد من الأمسيات الموسيقية شهادات اعتراف كبرى لسمو هذا الفنان المغربي المبدع.. الدافق بالحب والعطاء على المستوى الموسيقي و الإنساني.. ولد الموسيقي الكبير سعيد الشرايبي، الذي أبدع وتفنن في الكثير من القطع الموسيقية التي تشنف الأسماع .. بمدينة مراكش بتاريخ 02 فبراير 1951، حيث ترعرع بين أحضان وسط موسيقي، الذي كان من بين الهدايا الأولى المهداة له فيه آلة عود ولم يتجاوز عمره بعد السادسة عشر، حيث شرع منذئذ في اكتساب المبادئ الأولى في احتراف العزف على هذه الألة بمفرده ليكشف للجميع في ذات الأن قدرته وموهبته الكبيرة، وأيضا إحساسه الرهيف في التعامل مع هذه الآلة الموسيقية العربية الخالصة.. ليتواصل بعد مشوار العزف والإبداع و الانتشار في التظاهرات و«الصالونات» الموسيقية هنا وهناك في كل بقاع العالم..، إذا في سن الخامسة والثلاثين سيتمكن سعيد الشرايبي من حيازة الميدالية الذهبية في بغداد لتتلوها جائزة «قماطي» من المغرب لجائزة القيمة في القاهرة. وفي سنة 2000 توج سعيد الشرايبي بجائزة أفضل أغنية ل«أطفال القدس» وهي السنة ذاتها التي توج فيها أيضا بجائزة أفضل عازف عود من السيياد وكذلك جائزة «زرياب للموهوبين»... لتتوالى بعد ذلك التتويجات والتنويهات بهذه القيمة الموسيقية الفنية المغربية العالية من مختلف المشارب الثقافية الفنية والفكرية.. هنا و هناك. زيادة على هذا العطاء الموسيقي الدافق على مستوى العزف.. كان للفقيد اليد الحساسة لاكتشاف المواهب المغربية الشابة على صعيد العزف الموسيقي والأداء الصوتي الغنائي، حيث كان وراء بروز العديد من الأسماء الشابة، وكان ذلك كله وراء ستار ودون ضجيج، لأنه كان يؤمن بأن الفن رسالة وإحساس ومشاعر إنسانية بالدرجة الأولى قبل أي شيء آخر.. رحم لله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.