اعتبر محمد بن عيسى، وزير الخارجية الأسبق، تصريحات بان كي مون الأخيرة حول الصحراء المغربية، «سلوكا غير اعتيادي من أمين عام مفروض فيه أن يلتزم الحياد وأن لا يكون له موقف توجيهيا يصب في ما يريده الآخر». وقال بن عيسى في تصريح ل «الأحداث المغربية» إن المغرب يجب أن يتعامل مع سلوك بان كي مون، ليس فقط في جانب ما صرح به في الجزائر، بل في من يقف وراء الرجل «الذي لا يتصرف إلا وفق توجيهات معينة، وذلك منذ توليه الأمانة العامة للأمم المتحدة». واستبعد بن عيسى بشكل قطعي أن تكون تصريحات بان كي مون مجرد فلتة لسان، أو رد فعل على الموقف المغربي بطلبه تأجيل الزيارة إلى وقت لاحق، بل لكلامه خلفيات أعمق على المغرب أن يستعد لها. واعتبر بن عيسى بأن زيارة بان كي مون إلى المنطقة في هذا الوقت بالذات ليس اعتباطيا، كما أن الكلمات التي اختارها في تصريحه هي من الماضي، تجاوزتها القضية بعد إقبار مخطط التسوية من طرف جيمس بيكر، واللجوء إلى الحل السياسي الذي قدم فيه المغرب مقترح الحكم الذاتي في حين لم يقدم الطرف الآخر أي مقترح. من ناحية أخرى ذكر بن عيسى بالتاكتيك الذي تستعمله الجزائر وهو «تاكتيك ينتقل من موقع إلى آخر»، غير أنه أشار إلى أن الجزائر ليست وحدها التي تحاول الضغط على المغرب. وبخصوص تعامل المغرب مع تصريحات بان كي مون أفاد بن عيسى بأنه على المغرب أن لا يتوقف عند موقف التنديد، بل يجب الإنتقال إلى مستوى مواجهة ما يخفيه التصريح، خصوصا وأننا مقبلون، يقول بن عيسى، على اجتماع مجلس الأمن الذي سيقدم فيه بان كي مون تقريره بخصوص قضية الصحراء المغربية، ومن غير المستبعد أن يذهب هذا التقرير إلى حد يعقد أكثر أي تناول سياسي لحل النزاع المفتعل. كما نبه بن عيسى إلى ضرورة عدم الخوض في المواجهة مع الأمين العام للأمم المتحدة، بل يجب التحرك ديبلوماسيا على جميع المستويات.