حل أمس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة جيمس بيكر بالجزائر، بعد زيارة مماثلة قام بها إلى المغرب الثلاثاء الماضي، في إطار زيارة مغاربية يقوم بها لعرض مقترحاته حول الحلول الممكنة لقضية الصحراء المغربية. ولم تكشف السلطات المغربية المسؤولة لحد الساعة عن فحوى المقترح الذي تقدم به جيمس بيكر بين يدي الملك محمد السادس الثلاثاء الماضي بالقصر الملكي بأكادير، وبحضور عدد من أعضاء الحكومة، وكانت وزارة الخارجية المغربية قد رفضت في وقت سابق الإدلاء بأية تصريحات حول ما تنتظره الرباط من زيارة بيكر. واعتبرت أن اللياقة الدبلوماسية تفرض عدم كشف مضمون الاقتراع إلى حين انتهاء بيكر من زيارته. ولئن لم تكشف وزارة الخارجية المغربية عن طبيعة المقترح الذي تقدم به جيمس بيكر لحل قضية الصحراء المغربية التي دام التوتر بها ما يفوق 25 سنة فإن بعض الأوساط السياسية والإعلامية بالمغرب، وبعض المصادر المطلعة من داخل الأممالمتحدة كشفت عن أن المقترح الذي حمله جيمس بيكر إلى الرباطوالجزائر، والذي سيعرضه على قيادة جبهة البوليزاريو والنظام الموريطاني، لا يخرج عن الإطار العام للاتفاق الإطار الذي صادق عليه بعض أعضاء مجلس الأمن ووافق عليه المغرب، في حين رفضته الجزائر وجبهة البوليزاريو الانفصالية، وهو الحل الذي يقضي بمنح الحكم الذاتي للبوليزاريو تحت السيادة المغربية. ووسط تكتم عن حقيقة المقترح الجديد الذي يعرضه حاليا جيمس بيكر على الأطراف المعنية بشأن ملف الصحراء المغربية قال محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي: "إن المغرب سيدرس مشروع اقتراح جيمس بيكر بروح بناءة"، وأضاف: "وبهذه المناسبة فإن المغرب يقدر الجهود التي يبذلها جيمس بيكر ويكبر فيه مصداقيته ومعرفته الواسعة بهذا الملف، كما أن المغرب يؤكد استعداده الكامل، كما في الماضي، للتعاون مع الأممالمتحدة، ويعبر عن تشبثه بالشرعية الدولية مع احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة". وكانت بعض الأوساط الإعلامية أعلنت في وقت سابق عن أن المغرب لم يعد ينظر إلى جيمس بيكر بعين الارتياح لما لوحظ في أدائه من بطء ومن عدم القدرة على التقريب بين الرباطوالجزائر. وتنظر الأوساط السياسية والإعلامية بالجزائر لزيارة بيكر بكل استخفاف ولا تعطيها ما تستحقه من العناية، لعلمها أن المقترح الذي يعرضه ويدعو إليه لا يخرج في سياقه العام عن الحل الثالث الذي قبل به المغرب وتشبث به، وأكدت الأوساط نفسها أن جولة بيكر للمنطقة المغاربية لا تبعث، من المنظور الجزائري، على آمال كبيرة بخصوص إمكانية التوفيق بين مواقف الرباطوالجزائر إزاء نزاع الصحراء المغربية المفتعل. وفي السياق نفسه أثار وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم خلال استضافته في برنامج "الحدث" الذي تبثه قناة "إل بي سي" مساء الأحد ملف النزاع المفتعل في الصحراء المغربية وأكد أن بلاده تعتبر القضية تصفية استعمار، ومازالت تقر بناء على ذلك بأن جبهة البوليزاريو من حقها تقرير مصيرها بنفسها. ويواجه جيمس بيكر حاليا عدة انتقادات من طرف الأوساط السياسية بالجزائر منها عدم قدرته على التقريب بين الرباطوالجزائر ومنها تحوله في بعض المحطات من وسيط أممي إلى مفاوض وهو الأمر الذي جعل الأوساط الجزائرية، شأنها شأن المغرب، تتوقع أن يقوم مجلس الأمن في التقرير الذي سيرفعه كوفي عنان إليه يوم 30 يناير الجاري بتمديد جديد لبعثة المينورسو بالصحراء المغربية المؤلفة من حوالي 230 مراقبا دوليا عسكريا و173 موظفا مدنيا، وتكلف ميزانية سنوية تناهز 41 مليون دولار. وفي انتظار حلول جيمس بيكر غدا بمخيمات تندوف ليلتقي بعد ذلك بالنظام الموريطاني، تؤكد الأوساط الجزائرية رفضها لاتفاق الإطار ومواصلة معاكسة المغرب في وحدته الترابية، في حين يرفض المغرب في المقابل التنازل عن ترابه تحت أي ضغط كان. عبد الرحمان الخالدي