أوصى الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان بتمديد تقني آخر لبعثة الأممالمتحدة "المينورسو" في الصحراء المغربية شهرين إضافيين ينتهيان في 31 مارس 2003. وجاء في تقرير لمجلس الأمن حول الموضوع نشر أول أمس الثلاثاء أن هذا التمديد الإضافي يهدف إلى تمكين الأطراف المعنية بملف الصحراء المغربية من الوقت الكافي لبحث مقترح الحل السياسي الذي عرضه عليهم مبعوثه الخاص السيد جيمس بيكر، كما لفت عنان في التقرير نفسه أنظار العالم إلى المعاناة التي يتسبب فيها استمرار هذا النزاع المفتعل منذ ما يفوق ربع قرن من الزمن، بما يعني ذلك، كما صرح كوفي عنان، أن الأممالمتحدة ملزمة بمواصلة جهودها المبذولة في الموضوع من أجل تلبية حاجيات اللاجئين بتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر حول مصير 1260 أسير مغربي في مخيمات تندوف بالتراب الجزائري. وكان مجلس الأمن قد حدد في وقت سابق يوم 31 يناير الجاري موعدا نهائيا لبعثة الأممالمتحدة "المينورسو" بالصحراء المغربية والانتقال إلى الخطوة التالية. وكشفت بعض المصادر الصحافية أخيرا عن أن فرنسا في إطار دعمها للجهود المبذولة من طرف السيد كوفي عنان ومبعوثه الشخصي جيمس بيكر من أجل التوصل إلى تسوية لملف الصحراء، يقوم رئيسها جاك شيراك حاليا بجهود خاصة لعقد لقاء بين الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على هامش قمة "فرنسا إفريقيا" التي ستعقد في باريز خلال الأسبوع الأول من فبراير المقبل. وكشفت جريدة الحياة اللندنية أول أمس عن أن مصادر متطابقة في الجزائر تعتقد بأن فرنسا التي تؤيد الموقف المغربي في طبيعة الصراع المفتعل داخل صحرائه، قد تلعب دورا مهما في التقريب بين الرباطوالجزائر في أفق تطبيع علاقاتهما، بغض النظر عن نوعية الحل في الصحراء المغربية. وتأتي المبادرة الفرنسية في التقريب بين الرباطوالجزائر متزامنة مع الجولة المغاربية التي قام بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد جيمس بيكر ما بين 14 و16 يناير الجاري والتي قدم من خلالها اقتراحات جديدة لحل القضية، أجمعت غالب الآراء والتحاليل على أنها لا تبعد في طبيعتها عن إعطاء حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية في إطار السيادة المغربية. وكشفت وكالة الأنباء الصحراوية أخيرا عن رفضها للمقترح المعروض بدعوى أنه يكرس الخيار المغربي وينتصر لموقف الرباط، بينما اعتبر بعض المحللين السياسيين أن رفض البوليزاريو لهذا المقترح الذي لم يكشف عن طبيعته لحد الآن، يأتي في سياق الضغط على الأمين العام للأمم المتحدة من أجل انتزاع المزيد من التنازلات لصالحها. وفي المقابل لم تبد السلطات المغربية بعد رأيا واضحا في الموضوع، وقال محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي أخيرا إن المغرب لم يدرس بعد الاقتراح الأخير. ويفترض أن يلتقي العاهل المغربي محمد السادس بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ثلاث مرات قبل نهاية مارس المقبل، تتم الأولى في باريز خلال اجتماع قمة "فرنسا افريقيا" وتتم الثانية في الجزائر خلال قمة مجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي وتتم الأخيرة في القمة العربية قبل نهاية مارس المقبل في المملكة البحرينية. ولئن كانت الأوساط السياسية تراهن على مدى قدرة باريز في التقريب بين الرباطوالجزائر فإن موقف هذه الأخيرة حول الصحراء المغربية والداعم لجبهة البوليزاريو يبقى أهم عائق في حصول ما تسعى إليه فرنسا، برغم الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة الجزائرية علي بن فليس لعاصمة فرنسا والتي أفضت إلى تحقيق نوع من التقارب في شأن ضرورة إعادة تأسيس العلاقات الثنائية على مرتكزات جديدة تأخد في الاعتبار المصالح المتبادلة بين الطرفين. عبد الرحمان الخالدي