لم تنفع خلوة أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في اجتماع لهم، بأحد الفنادق بمدينة بوزنيقة طيلة يومي الجمعة والسبت الماضيين، من الحسم في اللائحة الوطنية و ما تبقى من ملفات الترشيحات بخصوص اللوائح المحلية. الأمانة العامة التي تعد «هيئة لمنح التزكيات»، ورغم طول اجتماعها والنقاشات التي عرفتها، لم تتوفق في الحسم في طلبات الترشيحات التي عرضت على أنظارها، «لم نحسم في كل الدوائر المحلية، ونفس الشيء بالنسبة للائحة الوطنية، وسنعمل على إصدار بيان في هذا الموضوع»، يقول مصدر من الأمانة العامة للحزب رفض إعطاء المزيد من التفاصيل عن ما جرى خلال الاجتماع. الاجتماع الطويل للأمانة العامة كان ينتظر منه الحسم في نحو 40 في المائة من اللوائح المحلية المتبقية بعدما تمكنت الأمانة في اجتماعات سابقة من البت في 60 من هذه اللوائح، مصدر آخر من الحزب، لم يخف بأن بعض الدوائر التي تم الطعن في نتائجها تحتاج إلى المزيد من تعميق النقاش والتفكير للحسم فيه بشكل نهائي. أما اللائحة الوطنية ، وبعدما أثارت العديد من الخلافات داخل حزب بنكيران، ولفها الغموض حول من يقود لائحة النساء ومن يأتي على قائمة الشباب، بدأ بعض الضوء يتسرب إلى مكان العتمة، بعدما أشارت بعض المصادر أن برلمانية الحزب بسيمة الحقاوي ستعود للترشح للانتخابات المقبلة على رأس اللائحة الوطنية للنساء بعدما كانت العديد من المصادر قد روجت لاسم نزهة الوافي. هذا في الوقت الذي لايزال فيه من سيقود لائحة الشباب بحزب المصباح غير معروف، وإن كانت بعض المصادر قد أشارت إلى اسم سيدي لشكل على رأس لائحة الشباب. هذا الاسم الصحراوي، الذي أثاراستياء بين مناضلي الشبيبة، يقول مصدر من الشبيبة خلق «اعتراضا قويا من مسؤولين في الشبيبة بالأقاليم الجنوبية لكونه غير مسؤول في الشبيبة أو ناشط بها. وإذا بقي الحسم في بعض ما تبقى من الدوائر المحلية معلقا إلى أجل آخر، شأنه شأن اللائحة الوطنية، فإن عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب فشل في إقناع البرلماني الحالي مصطفى الرميد في العدول عن عدم الترشح للانتخابات، والذي حل بالديار المقدسة لأداء فريضة الحج، فإن نفس الفشل عاكسه في إقناع مصطفى الخلفي عضو المجلس الوطني للحزب ومدير نشر جريدة «التجديد» في ترؤس اللائحة الوطنية الخاصة بالشباب، والذي برر ذلك بانشغالاته العلمية والأكاديمية. وإذا كان الرميد قد فضل الانسحاب بهدوء من عالم الانتخابات بعدم الترشح ، فإن كل الأسماء القوية داخل الحزب حافظت على مراكزها: الأمين العام عبد الإله بنكيران سيكون على رأس لائحة الحزب في دائرة سلاالمدينة فيما سيكون الداودي مرشح الحزب في دائرة بني ملال عوضا عن فاس ومحمد بوانو سيرشح في مكناس وبوليف في طنجة وعبد القادر اعمارة في سلاالجديدة. خارج هذه الأسماء التي يبدو أن التنافس في تزكياتها حسم من وقت مبكر، وفي انتظار الإعلان الرسمي عن لائحة مرشحي المصباح لا يزال الغموض يلف عددا من الدوائر، ومن بينها دائرتا العاصمة الرباط بعدما تمت تزكية عبد السلام بلاجي من قبل الكتابة الجهوية للحزب في الرباط وتنحية البرلماني الحالي رضا بنخلدون. نفس الغموض يلف دوائر الدارالبيضاء.