هدد أزيد من مائة عضو داخل حزب العدالة والتنمية بإقليمالعرائش والقصر الكبيربالمغادرة احتجاجا على ما اعتبروه تزكية من طرف الأمانة العامة للحزب للكاتب الجهوي سعيد خيرون للمرة الثالثة على التوالي، واعتبر الأعضاء الغاضبون أنه إذا أصرت الأمانة العامة للحزب على ترشيح خيرون فإنهم سيغادرون الحزب بصفة نهائية عملا بمقولة الأمين العام «أرض الله واسعة». وتحفظت الأمانة العامة للحزب عن إدراج نتيجة دائرة العرائش خلال النتائج الأولية برسم 73 دائرة، التي تم حسم أسماء المرشحين الذين حصلوا على تزكية الحزب بها، وأكد مصدر من الأمانة العامة للحزب أن جلسات البت في 24 دائرة المتبقية من المقرر أن تستأنف على الساعة الخامسة من مساء أمس الاثنين للحسم في الدوائر المتبقية. وعزا المحتجون أسباب تهديدهم بالخروج من الحزب في شريط مصور بث على شبكة الانترنت إلى أن إقليمالعرائش يعرف ومنذ سنة 2002 الوجوه ذاتها وهذا يتعارض مع الربيع العربي وتجديد النخب الذي تطالب به العدالة والتنمية وزارة الداخلية ولا تطبقه داخل هياكلها. وأشاروا إلى أنهم سيعملون على تصحيح الوضع بالإقليم إما داخل الحزب أو سيخرجون منه لأن أرض الله واسعة، كما أكد على ذلك عبد الإله بنكيران منذ مدة طويلة، مطالبين جميع مناضلي الحزب داخل الإقليم بتوحيد الجهود من أجل دعم الخط التصحيحي للحزب داخل الإقليم. وأكدوا أنهم سينظمون ندوة صحافية يطلعون من خلالها الرأي العام الوطني على حقيقة الموقف الذي اتخذوه ضد إعادة تزكية الكاتب المحلي للحزب بالإقليم للمرة الثالثة على التوالي. إلى ذلك، علمت «المساء» أن إفراج الأمانة العامة عن التزكيات الخاصة ب 73 دائرة انتخابية برسم الاستحقاقات التشريعية المقبلة خلق حالة من التذمر الكبير في صفوف بعض مناضلي الحزب بكل من الدارالبيضاء والقصر الكبير، وتباين استياء المناضلين المذكورين بين الاحتجاج على عدم الإفراج عن التزكيات المتعلقة بالدوائر التي يترشحون بها وآخرين يحتجون على بعض المرشحين الذين زكتهم الأمانة العامة للحزب برسم الانتخابات المقبلة. وأكد مصدر مطلع أن مناضلي الحزب يستغربون من عدم حسم الأمانة العامة في التزكيات الخاصة بدوائر مديونة والفداء والبرنوصي بجهة الدارالبيضاء رغم صدور نتائج باقي دوائر الجهة، مضيفا أن إشكالية الحسم في المقترح من طرف هيئة الترشيح وسعي الأمانة العامة إلى تغييره بمرشح آخر من شأنه أن يؤدي إلى موجة احتجاجات غير مسبوقة. وأكد المصدر ذاته أن لقاء من المقرر أن يجمع أمس عددا من المرشحين، للحصول على التزكيات بالدارالبيضاء، بالأمين العام عبد الإله بنكيران لمناقشة ملابسات تأخير الإعلان عن النتائج، مضيفا أن الاتصالات تكثفت خلال اليومين الأخيرين بين الأمانة العامة للحزب والمرشحين المذكورين الذين ينتظرون قرار الأمانة العامة حول التزكيات. واعتبر المصدر ذاته أن هناك حالة من الترقب والتوجس الكبيرين في انتظار الإعلان عن باقي اللوائح، مضيفا أن القانون المنظم للحزب أعطى الحق للأمانة العامة للتصرف في 10 في المائة من الدوائر أي 9 دوائر فقط أما باقي الدوائر فيتم الحسم فيها بشكل أوتوماتيكي وسريع. ومن جانبه، نفى لحسن الداودي، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، علمه بقرار مناضلي حزبه بالعرائش مغادرة الحزب في حال تزكية الكاتب المحلي للمرة الثالثة، موضحا في تصريح ل«المساء» أن الأمانة العامة ليست هي من زكت سعيد خيرون بل هيئة الترشيح. ودعا الداودي مناضلي حزبه بالعرائش إلى التغيير من الداخل عبر تغيير مسطرة منح التزكيات داخل المجلس الوطني عبر التنصيص على عدم قانونية الترشيح لأكثر من مرتين، معتبرا أن الخروج من الحزب ليس الحل الأمثل للمشكل المطروح.