تستعد المخرجة فريدة بليزيد لإخراج فيلم روائي جديد عن الصحراء المغربية بعد صمت دام أكثر من ست سنوات أنجزت فيها فيلما وثائقيا وآخر تلفزي. وبررت صاحبة “خوانيطا” هذا التوقف عن مغازلة الشاشة الفضية بتعبها من تولي الإنتاج بنفسها وأيضا بكونها لم ترد أن تكرر نفسها فاسحة أمامها مسافة للتأمل والبحث عن أفق جديد لعملها السينمائي. وقالت بليزيد في حديث للأحداث المغربية على هامش الدورة الثامنة من ملتقى زاكورة الدولي للفيلم عبر الصحراء الذي تولت فيه رئاسة لجنة تحكيم مسابقة السيناريو، أن فيلمها المقبل، الموضوع حاليا رهن المركز السينمائي المغربي في انتظار حصوله على الدعم، سيقوم بإنتاجه السينمائي المغربي لطيف لحلو حتى تتمكن هي من التفرغ بشكل كامل للإخراج. وعن موضوع هذا الفيلم أفادت بليزيد أنه يتمحور حول مغربية الصحراء، مبررة هذا الاختيار بدعم فنانين من أمثال الممثل الإسباني خافيير بارديم والمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار للبوليسارو في الوقت الذي يقف فيه الفنانون المغاربة مكتوفي الأيدي دون القيام بمبادرة في هذا السياق. وقالت بليزيد أن العمل سيجمع بين التخييل والمنحى الوثائقي وستعتمد فيه على أبناء المنطقة بعد أن تقوم بكاستينغ حتى يكون الفيلم ذا مصداقية أكثر، على أنها ستسند البطولة لممثلة إسبانية. وتقوم حبكة الشريط على زيارة صحفية إسبانية إلى المناطق الجنوبية وهي محملة بأفكار مسبقة عن مشكل الصحراء المغربية, ومن خلال حديثها إلى الناس ستبدأ نظرتها السابقة في التغير تدريجيا إلى أن تقتنع في الأخير بعدالة القضية المغربية ووحدة المغرب الترابية. من جهة أخرى تأخذ فريدة بليزيد على عدد كبير من الأفلام المغربية افتقادها لقوة الخيال مبررة ذلك باستسهال العمل السينمائي وغزو الميدان من طرف بعض المتطفلين بالإضافة إلى عدم إدراك أن السينما فن جامع لعدد من الفنون منها الموسيقى والتشكيل وهو ما يتطلب من أي مخرج أن يكون له تكوين ثقافي رصين وأن تكون علاقته بالقراءة والكتاب أعمق إن هو أراد أن يقدم عملا يتوفر على الحدود الدنيا من الإبداع. واعتبرت بليزيد أن المبدع الحقيقي هو من يتنبأ بما هو قادم من خلال قراءته لحركة المجتمع وهو ما تحقق من خلال عمليها السينمائيين “باب السما مفتوح” عام 1987 عن نمو الحركة الأصولية في المغرب وتسيدها في المشهد العام, و”نايضة” عن الحركة الشبابية التي نزلت اليوم إلى الشارع باحثة عن التغيير.