ورشحت لأداء الأدوار الرئيسية في الفيلم كل من أمينة رشيد، وعبد القادر مطاع، وسامية أقريو، والسعدية أزكون، ومحمد المنتصر، إضافة إلى العديد من الوجوه الفنية المغربية المعروفة والجديدة. الفيلم الذي سيصور في مدينة طنجة، هو من إنتاج القناة المغربية الثانية "دوزيم"، ويحكي قصصا متشابكة وطريفة للحياة اليومية، تدور أحداثها داخل الأحياء العتيقة للمدينة، ومن المقرر أن ينتهي تصويره قبل انتهاء السنة الجارية. وقالت فريدة بليزيد في تصريح ل"المغربية"، إنها اتجهت، إلى الإخراج التلفزيوني، مبتعدة عن السينما، لما تعرفه هذه الأخيرة من مشاكل تتجلى في عزوف الجمهور، وسقوط القاعات السينمائية أمام استفحال ظاهرة القرصنة، إضافة إلى مشاكل التوزيع الذي تعانيه جل الأفلام المغربية، مشيرة إلى أن السينما المغربية تبقى سينما مهرجانات فقط، رغم ما حققته من تقدم في السنوات الأخيرة. وعن المعايير التي تعتمدها في اختيارها للمثلين، أكدت فريدة أنها تحترم مبدأ الممثل المناسب للدور المناسب، مع احترامها لجميع الممثلين المغاربة والتنويه بقدراتهم الفنية، وحبهم لعملهم، الذي يصل إلى درجة التضحية والتنازل عن بعض حقوقهم المادية، مقابل تقديم منتوج وطني في المستوى. يذكر أن المخرجة والكاتبة، فريدة بليزيد، مواليد سنة 1948 بمدينة طنجة، تعتبر من رائدات السينما المغربية والعربية، درست بفرنسا، حيث حصلت على الإجازة في الأدب من جامعة باريس الثامنة، وعلى دبلوم عالي في الإخراج السينمائي، من المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس سنة 1976. وأخرجت فريدة أول أفلامها سنة 1979، بعنوان "هوية امرأة"، تليه مجموعة من الأفلام الناجحة والمتميزة، كان أولها الفيلم الطويل "باب السما مفتوح"، من بطولة كل من محمد الحبشي، وفاطمة الركراكي، ومحمد خيي، ورشيد فكاك، وهو الفيلم "الذي حقق نجاحا مهما سنة 1988، واعتبر في حينه علامة في تاريخ السينما النسائية العربية... وظلت له مكانته، التي طغت حتى على فيلمها الثاني "كيد النساء" سنة 1999، الذي أتى أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة. "كيد النساء"، الذي قام ببطولة كل من رشيد الوالي، وسامية أقريو، وحمادي عمور، لقي نجاحا كبيرا أثناء عرضه في القاعات السينمائية، وكان موضوعه مقتبسا من إحدى الحكايات الشعبية المتداولة في مدن الشمال، عن ابنة أحد التجار المعروفة بذكائها وحيلها، وصورت أحداثه في أجواء تاريخية وأزياء خاصة ساهمت في نجاح الفيلم، وكانت جمعية نقاد السينما بالمغرب اختارته أحسن شريط سينمائي مغربي، رغم أن الكثيرين لم يتوقعوا فوزه، على أفلام أخرى، حصد بعضها جوائز عالمية. ليأتي بعد ذلك فيلم "كازابلانكا... كازابلانكا" سنة 2002، ثم فيلم " خوانيطا بنت طنجة" (101 دقيقة) ، وهو مأخوذ عن رواية "الحياة الكئيبة لخوانيتا ناربوني" للكاتب أنخيل باسكيت، بطلته تدعى "خوانيطا"، أبوها إنجليزي من جبل طارق وأمها أندلسية، تحكي فيه بطريقة طريفة ساخرة أحزانها وأحلامها، وكل هذا في فضاءات مدينة طنجة الجميلة في فترات ماضية مختلفة أثناء الحرب الأهلية الإسبانية، وكذا أثناء الحرب العالمية الثانية. الفيلم نوستالجي بشكله، يعود بالمشاهد إلى أجواء مدينة طنجة الدولية، التي كانت تتعايش فيها مختلف الثقافات والديانات والجنسيات. ومن حسن حظ المخرجة، فريدة بليزيد، أنها وجدت في رواية حياة خوانيطا التعسة، للكاتب الإسباني، أنخيل باثكيث (طنجة 1929 1980) متنا روائيا غنيا بالصور والأحداث والحالات، التي تفيد في تركيب سيناريو قوي، ومن ثمة تحويله إلى فيلم تأملي جذاب على أكثر من مستوى. و تتميز فريدة بليزيد، بأنها تختار موضوعات غير مستهلكة في الدراما من أجل التغيير، تقدم أعمالا مختلفة عن أعمالها السابقة سواء في التلفزيون أو السينما، بحيث قامت بإخراج. شريط تلفزيوني اختارت له عنوان "البكمة" دلالة على الحيوان بلهجة أهل الشمال المغربي. ويتناول موضوع الشريط للمرة الأولى العلاقة، التي تربط الأطفال بعالم الحيوان من خلال قصة ميلودرامية، أبطالها أفراد عائلة مغربية تقليدية، مكونة من الأب والأم والجد والجدة والأطفال. كما أخرجت فيلما وثائقيا بعنوان "كازا نايضة"عبرت فيه عن "الغليان" الثقافي والاجتماعي بالمغرب، منذ بداية الألفية الثالثة، ووصفته الصحافة الإسبانية ب "الموفيدا"، وهي الحركة الثقافية التي انتشرت في إسبانيا بداية الثمانينيات، لكن هذا "الغليان" أخذ اسما آخر في المغرب، هو "نايضة." للإشارة، فالوثائقي هو ثمرة تعاون بين المخرجة فريدة بليزيد ودومينيك كوبي، وهي أستاذة "العربية المغاربية" (الدارجة المغربية وباقي لهجات المغرب العربي) بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس. المصدر: جريدة الصحراء المغربية