إعداد عبد الله البشواري أكدت المخرجة وكاتبة السيناريو فريدة بليزيد, إحدى رائدات السينما المغربية التي كرمهن المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا في دورته الثالثة (من 28 شتنبر إلى 3 أكتوبر ), أنها تعتز بتمثيل الثقافة المغربية الأصيلة والتعريف بها في الملتقيات والمهرجانات الدولية. وأوضحت فريدة بليزيد, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال المهرجان, أنها تحمل معها, أينما حلت وارتحلت, هذا الهم رغبة منها في تعميق الاهتمام بهذه الثقافة الغنية والثرية, فضلا عن الرغبة في إعادة النظر في "مجرد النزعة الاستهلاكية لثقافة الآخر". والمخرجة بليزيد مسكونة بالتعبير, من خلال تركيز معشوقتها الكاميرا أو من خلال كتابة السيناريو, عن "اللاعنف" و"كراهية الظلم", إذ شددت في حديثها على أنها ضد "العنف بكل أشكاله" سواء مورس على المرأة أو على الرجل بل على كل من هو حي بصفة عامة في إحالة على فيلمها "البكمة" الذي نددت فيه بالظلم والتعسف الذي يمارسه البعض على الحيوانات. وحاولت فريدة بليزيد, إلى جانب مخرجات ومخرجين المغاربة من جيلها, كسب رهان اهتمام الجمهور المغربي بالصورة, كثقافة في حد ذاتها, خاصة أن "الانسان العربي بصفة عامة لم يكن يولي اهتماما كبيرا بالصورة". وفي هذا السياق, أعربت عن امتنانها لوسائل الإعلام والجمهور المغربيين "إذ بفضل الاهتمام الكبير الذي أولياه لي استطعت الاستمرار في تقديم المزيد في مضمار السينما" كاشفة عن الرغبة الجامحة التي تحدوها في العودة إلى السينما بعد إنجازها عملها التلفزي الأخير "استر ما ستر الله". وفي معرض الحديث عن سينما المرأة, أعطت فريدة بليزيد لمحة عن بدايات سينما المرأة بالمغرب والإكراهات التي صاحبت نشأتها وانطلاقتها, موضحة أن الأعمال السينمائية النسوية بالمغرب "في تطور مستمر" إذ "أصبحت كيانا قائم الذات" بالرغم من أن "سينما المرأة ضعيفة نسبيا في العالم بصفة عامة". وبخصوص طريقة عملها في تسيير الممثلين أثناء التصوير والتعامل مع المشاهد, أوضحت فريدة بليزيد أنها من المخرجات "الملتزمات بالنص", مشبهة تسييرها لطاقم العمل بإدارة القبطان دفة "سفينة كبيرة". وتقول إنها تختار أعمالها السينمائية بدقة, فنصوص الأعمال التي قامت بإنجازها أثرت فيها بشكل كبير (نص "خوانيتا" و"الدارالبيضاءالدارالبيضاء"), مضيفة أن قائمة الأعمال التي أنجزتها, خاصة منها الأشرطة الطويلة, تشهد على ذلك. وعن المعايير التي تعتمدها في اختيارها للممثلين, أكدت فريدة بليزيد أنها تحترم مبدأ الممثل المناسب للدور المناسب, مع احترامها لجميع الممثلين المغاربة والتنويه بقدراتهم الفنية, وحبهم لعملهم, الذي يصل إلى درجة التضحية والتنازل عن بعض حقوقهم المادية, مقابل تقديم منتوج وطني في المستوى. وقالت إنها تقرأ باللغات الفرنسية والإسبانية والعربية, وتربطها علاقات جيدة بالعديد من المثقفين المغاربة الذين تكن لهم احتراما كبيرا, مشيرة إلى أنها استمتعت كثيرا بقراءة أعمال أحمد التوفيق (روايتا "جارات أبي موسى" و"شجيرة حناء وقمر") ومحمد شكري ورشيدة المدني وغيرهم. يذكر أن المخرجة والكاتبة فريدة بليزيد, وهي من مواليد سنة 1948 بمدينة طنجة, حصلت على الإجازة في الأدب من جامعة باريس الثامنة, وعلى دبلوم عال في الإخراج السينمائي, من المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس سنة 1976.وأخرجت بليزيد أول أفلامها سنة 1979, بعنوان "هوية امرأة", ثم أول أفلامها الطويلة "باب السما مفتوح", ثم "كيد النساء" سنة 1999, ليأتي بعد ذلك فيلم "الدارالبيضاء الدر البيضاء" سنة 2002, ثم فيلم "خوانيطا بنت طنجة" المقتبس من رواية "الحياة الكئيبة لخوانيتا ناربوني" للكاتب أنخيل باسكيت فضلا عن أشرطة وثائقية