لم يكتب لطائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية النزول على أرضية مطار نواكشوط يوم الأحد الماضي. الرحلة التي قطعت نصف المسافة الرابطة بين الدارالبيضاء وموريتانيا عادت أدراجها بعد أن أوقفت السلطات الموريتانية كل الرحلات الجوية التي تربط بين المغرب وموريتانيا. مصدر مطلع قال إن السلطات الموريتانية لم تقم بإشعار نظيرتها المغربية إلى أن فوجئت الطائرة المغربية وهي في منتصف الطريق برفض سلطات مطار نواكشوط السماح لها بالنزول على أرضها، ثم بعد ذلك تم إلغاء رحلات أسبوعية أخرى. السلطات المغربية فتحت قنوات التواصل مع نظيرتها الموريتانية عبر وزارة النقل لمعرفة أسباب هذا القرار المفاجئ القاضي بتوقف شركات النقل الجوي الموريتانية عن نقل المسافرين وتأمين الرحلات الجوية بين البلدين. وإلى حدود أمس مازالت الاتصالات الجارية لاستئناف الرحلات، التي تسبب توقفها في خسائر مادية للشركة المغربية وفي تعطل مصالح عشرات المسافرين بين البلدين. اتفاقية شتنبر 2011 التي كانت تربط المغرب بموريتانيا على مستوى النقل الجوي كانت تنص على تأمين الجانبين 14رحلة أسبوعية، ومع عدم تمكن شركة النقل الموريتانية على استمرار تأمين رحلاتها تقلص عدد الرحلات وانخفض إلى 11 ف 9 ثم 7 رحلات في الأسبوع وهو الالتزام الذي أوفى به الطرف المغربي. على الجانب الموريتاني كانت شركة النقل تعاني من تراجع عدد المسافرين الذين يفضلون السفر على متن الطائرات المغربية بنسبة 85 % في الوقت الذي لا تتجاوز فيه نسبة المسافرين المغاربة الذين يسافرون عبرها 15 % وهو ما دفعها للاخلال بالتزاماتها التي انتهت بتوقيف الرحلات. مصدر من وزارة النقل قال بأن الرحلات لم تتوقف بشكل تام وأن هناك ضغوطات من الجانب الموريتاني لتقليص الرحلات المغربية إلى خمس رحلات وهو ما شرعت شركة النقل الموريتانية في تنفيذه من جانب واحد، ما سيؤثر على «لارام» التي تهيمن على مجمل الرحلات وتؤمن 80% من مجموعها بفضل خدماتها التي تتفوق فيها على الشركة الموريتانية. الأزمة الحالية دفعت وزارة النقل إلى تشكيل لجنة على مستوى عالي للتفاوض مع نظيرتها الموريتانية، حتى لا تتقلص الرحلات التي يتضرر منها في الصف الأولى المسافرون الموريتانيون، الذين ظل حوالي ثمانين منهم عالقين بمطار محمد الخامس إلى حدود أمس.. يذكر أن صعوبة التنقل على الطريق البري يدفع بالعديد من الموريتانيين الذين يعملون بالتجارة أو يتنقلون إلى المغرب من أجل السياحة أو الزيارات العائلية إلى السفر جوا بين البلدين.