اشتكى مديرو وكالات أسفار في موريتانيا مما اعتبروه "عمليات تلاعب واحتكار تقوم بها شركات الطيران الأجنبية في موريتانيا" داعين السلطات إلى وضع حد لمثل هذه التصرفات.. ووجه المسؤولون أصابع الاتهام إلى ممثلي أهم شركتين عاملتين في النقل الجوي بموريتانيا؛ وهما شركة الخطوط الملكية المغربية ونظيرتها للخطوط الجوية التونسية.. إذ تم تقديم شكاوى رسمية من إقدامهما على مضاعفة الأسعارها بشكل كبير تزامنا مع موسم الحج، فضلا عن عدم الالتزام بالشفافية في توفير الحجوزات للزبائن. وقال محمد لمين ولد العتيق، بصفته مديرا لوكالة "الشعائر" للسفريات، أنّ ممثليتي "الخطوط الملكية المغربية" و"الخطوط الجوية التونسية" باتتا تلجآن إلى أساليب غريبة في الاحتيال، حيث يفاجأ العاملون في الوكالات بأن كل مقاعد رحلاتها تظهر محجوزة في نظام "آماديوس" (Amadeus) الذي يربط الفاعلين في النقل الجوي، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه منح حجوزات جديدة "لخواصها" من أفراد ومؤسسات. وأشار ولد العتيق، الذي كان يتحدث يوم أمس الأحد إلى وكالة "الأخبار" الموريتانية المستقلة، إلى أن هذه الشركات باتت أيضا ترفض التعامل بالأسعار الرسمية التي تظهر في نظام "آماديوس" ، فبينما يظهر النظام أن سعر التذكرة من نواكشوط إلى جدة –مرورا بالدارالبيضاء- يبلغ 262 ألف أوقية تصر مكاتب الشركتين على تسويقها بمبلغ 503 آلاف، وهي زيادة تناهز الضعف، وتهدد بإلغاء الحجوزات التي قامت بها الوكالات من خلال النظام الرسمي وبالأسعار الرسمية المعلنة، رغم أنها دخلت عبر النظام إلى حسابات الشركات الناقلة. واعتبر أن مثل هذه الأساليب "مخالفة لكل الاتفاقات الدولية المنظمة للنقل الجوي، والتي بموجبها حصلت تلك الشركات على الترخيص بدخول السوق الموريتاني"، داعيا السلطات الموريتانية إلى التدخل لوضع حد لهذه التجاوزات التي باتت ترهق كاهل الموريتانيين من مسافرين ومستثمرين في القطاع، حسب قوله. وانتقد ولد العتيق كذلك كون أسعار النقل في موريتانيا مبالغا فيها على نحو خاص مشيرا إلى أن تذكرة رحلة نواكشوط-الدارالبيضاء – جدة تكلف 503 آلاف أوقية في وقت تكلف فيه ذات الرحلة لكن مرورا بأسطنبول (تركيا) 395 ألف أوقية فقط، أي بفارق يناهز ال20% رغم أن المسافة أبعد. نفس الرحلة انطلاقا من داكار –وهي الأبعد جنوبا- تكلف ما قيمته 318 ألف أوقية بينما تكلف انطلاقا من باماكو ما قيمته 404 آلاف أوقية، وهي فروق جوهرية تظهر أن السوق الموريتاني مكان لعمليات تحايل واحتكار، كما يقول. إلى ذلك كشف المختار النش ولد الشيباني، مدير مؤسسة "عرفة" للحج والعمرة، النقاب عن سعي وكالات سفر موريتانية إلى استئجار طائرات خاصة لنقل الحجاج وذلك أمام العراقيل التي تضعها ممثليات "المغربية" والتونسية" أمام الوكالات وما وصفه تلاعبها بالحجوزات، قائلا إن الجهود بهذا الخصوص متقدمة وسوف تشكل متنفسا للوكالات وزبائنها أمام احتكار "المغربية" و"التونسية". وطالب ولد الشيباني الحكومة الموريتانية بإلزام الشركتين ومن يمثلهما في موريتانيا بالإجراءات القانونية معتبرا أنه في ظل الوضع الحالي لا تتوفر الخدمة التي قدمتا على أساسها للموريتانيين كما يجب. واعتبر ولد الشيباني في حديث مع "الأخبار" أن السلطات الموريتانية مقصرة في حماية وكالات السفر والمستهلكين، وأعاد سبب رفع الأسعار المستمر من قبل الشركات إلى غياب منافسة حقيقية وسيادة الاحتكار. واستغرب كون "المغربية" حاضرة بقوة في السوق الموريتاني رغم أن المغرب لا يرخص لشركة الطيران الموريتانية الوحيدة "موريتانيا أيرويز" في الهبوط على أراضيه. وانتقد ولد الشيباني زيادة الأسعار بما يناهز ال100% خلال موسم الحج دون مبرر ورأى في ذلك "أسلوبا انتهازيا" يجب وضع حد له، كاشفا النقاب عن أن الأسعار تعاود الانخفاض كلما انقضى الموسم.