بعد تسعة سنوات من الشراكة، أعلنت الخطوط الملكية المغربية، انسحابها من الخطوط الجوية السينغالية الدولية "في أجل أقصاه 30 ماي 2009"، معربة عن أسفها "لانعدام تام لرؤية واضحة". "" وأفاد بلاغ لشركة الخطوط الملكية المغربية، نشر مساء أمس الخميس بدكار، أن "ممثلي الخطوط الملكية المغربية طالبوا شركاءهم السينغاليين بوضع خارطة طريق بشكل فوري، تخص نقل ملكية شركة الخطوط الجوية السينغالية الدولية إلى الدولة السينغالية في أحسن الظروف، وحتى يتسنى انسحاب شركة الخطوط الملكية المغربية من الشركة السنغالية في أجل أقصاه 30 يونيو 2009". وحذرت الخطوط الملكية المغربية من أنه في حال عدم صياغة "خارطة الطريق" هاته ، "ستكون (الشركة المغربية) مظطرة للشروع في الإنسحاب من تسيير شركة الخطوط الجوية السينغال الدولية "اعتبارا من متم شهر مارس 2009". وكانت شركة الخطوط الجوية السينغالية قد تأسست في نونبر 2000، بعد بضعة أشهر من وصول الرئيس عبد الله واد إلى السلطة، الذي دعا انطلاقا من المغرب إلى وضع مشروع قابل للاستمرارية وقادر على تجاوز فشل الشركة المنحلة "الخطوط إلافريقية". وتمكنت هاته الشركة الفتية بعد بضعة سنوات من العمل، وبرأسمال بقيمة 85ر10 مليون أورو، تمتلك فيه شركة الخطوط الملكية المغربية نسبة 51 في المائة ، فيما تحتفظ الدولة السينغالية ب 49 في المائة، من تحقيق أرباح قياسية وكذا رقم معاملات جد مرتفع. وأضحت الخطوط الجوية السينغالية الدولية ،أول شبكة خطوط بإفريقيا الغربية، كما اختيرت في عام 2005 كأفضل شركة جوية في إفريقيا. وبدأت الغيوم تلقي بظلالها على آفاق الشركة الفتية في عام 2007 مع ظرفية صعبة شهدت ارتفاعا في أسعار الوقود واحتداما في المنافسة وتوقفا لبعض الطائرات وكذا الاضرابات المتكررة في صفوف العاملين. وحتى لا يصبح مستقبل هذا المشروع قاتما ،قررت الخطوط الملكية المغربية،ضخ 10 ملايين أورو في رأسمال فرعها بالسنغال، ووضعت تحت تصرفه أطرا ذات تكوين عال. الأمر الذي أعطى ثماره بسرعة، وتمثل في تسجيل تحسن واضح في نتائج الخطوط الجوية السينغالية الدولية، وكذا ارتفاع قوي في رقم معاملاتها. لكن المفاجأة الكبرى، تمثلت في إعلان وزير النقل الجوي السينغالي السابق فاربا سانغور، خلال مؤتمر صحفي في أكتوبر 2007، أن بلاده ستضخ ما بين 20 و24 مليار فرنك إفريقي (أي ما يعادل 30 إلى 36 مليون أورو) في رأسمال الشركة، بحيث ستنتقل مساهمة الدولة إلى 75 في المائة، وحصة شركة الخطوط الملكية المغربية الى 25 في المائة من رأسمال الشركة. وبعد مضي بضعة أشهر على هذا الاعلان، أعرب المسؤول السينغالي ذاته عن نية بلاده القيام بتأميم شركة الخطوط الجوية السينغالية الدولية، في أجل أقصاه 31 دجنبر 2008". وأعربت شركة الخطوط الملكية المغربية بالمقابل عن "احترامها" للقرار الذي اتخذته دولة السينغال، مشيرة إلى أن تم تشكيل لجنة مشتركة لاقتراح التدابير الملائمة لتفعيل هذا الإجراء، الا أن نشاطها توقف من قبل الجانب السينغالي. كما أعربت شركة الخطوط الملكية المغربية، في بيانها، عن أسفها لعدم قيام الدولة السينغالية، لحد الآن بتجسيد التزامها في استعادة رأسمال شركة الخطوط السينغالية الدولية وتدبيرها، معتبرة أن هذا الوضع " يصعب معه على الجهة المسيرة الاستمرار في القيام بمهامها في ظل انعدام تام لرؤية" واضحة. وأشارت في ذات السياق إلى عدم اتخاذ الجانب السينغالي لأي إجراء لتعويض الطائرات التي كان ينبغي إرجاعها في أكتوبر 2008 إلى الجهة المكتراة منها، مما جعل شركة الخطوط الملكية المغربية تضع طائرتين من نوع "بوينغ 337 و" بوينغ 700" رهن إشارة شركة الخطوط السينغالية الدولية، علاوة على حرمان فرع الشركة من نقل الحجاج برسم موسم 2008 "بدون مبرر" أو "إشعار مسبق"، بالرغم من وجود اتفاقية تخول للشركة المغربية نقل الحجاج السينغاليين إلى الديار المقدسة بشكل حصري على مدى عشر سنوات. واعتبرت أن اختيار شركة أخرى عوض الخطوط الجوية السينغالية، تعرض إلى اخفاق تام ، نجم عنه ترك 2500 حاج في الرياض بالمملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن الخطوط الملكية المغربية هي التي تكفلت في الأخير، بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بإعادة هؤلاء الحجاج إلى ديارهم. وأوضحت الخطوط الملكية المغربية أن تراكم هذه العوامل " يؤثر بشكل كبير" على تسيير شركة الخطوط الجوية السينغالية الدولية، ويؤدي الى عجز " كبير" على مستوى الخزينة، تتحمله شركة الخطوط الملكية المغربية بشكل كامل، مما يبرز "الطابع الاستعجالي" للقيام بنقل رأسمال وتسيير الشركة إلى الدولة السينغالية. ومن أجل حث شركاءها السينغاليين على تسريع وتيرة استرجاع شركة الخطوط السينغالية الدولية ،دعت الخطوط الملكية المغربية الى عقد اجتماع لمجلس ادارة الشركة السينغالية وذلك بعد تأجيل انعقاده بطلب من الطرف السينغالي. وتطالب الخطوط الملكية المغربية بوضع خارطة طريق بشكل فوري، حتى يتم تجسيد نقل ملكية وتسيير شركة الخطوط الجوية السينغالية الدولية في أجل أقصاه 30 يونيو 2009.